سيول، طوكيو، بكين، موسكو، براغ، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت كوريا الشمالية أنها وضعت في المدار أمس، «قمراً اصطناعياًً للاتصالات»، وهو ما نفته الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية اللتين اعتبرتا التجربة فاشلة. وأثار اطلاق الصاروخ الباليستي إدانة دولية واسعة، ودعوات من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الى «الرد» في مجلس الأمن الذي عقد أمس اجتماعاً طارئاً بدعوة من اليابان. وبعد اربع ساعات على اطلاقه فوق الأراضي اليابانية، أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأن «علماءنا وتقنيينا نجحوا في وضع قمر اصطناعي اطلق عليه اسم كوانغ-ميونغسونغ-2 في المدار، عبر صاروخ الاطلاق اونها-2 بموجب الخطة الوطنية للتطور الفضائي». وأضافت ان القمر الذي يحمل معدات للاتصالات والقياس، «يدور بشكل عادي في مداره» ويبث معلومات وأغان تمجد مؤسس الدولة الرئيس الراحل كيم ايل سونغ وابنه الزعيم الحالي كيم جونغ ايل. لكن سيول التي رجّحت ان تكون بيونغيانغ اطلقت فعلاً «صاروخاً يحمل قمراً اصطناعياً»، أعلنت فشل وضعه في المدار. وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي سانغ-هي أمام البرلمان ان «الطبقات الثلاث من الصاروخ سقطت في البحر. ما من عنصر دخل الى المدار. محاولة وضع قمر اصطناعي في المدار فشلت». وكان الجيش الاميركي اعلن ان الصاروخ «سقط في المحيط الهادئ»، مؤكداً ان «ما من عنصر دخل الى المدار وما من حطام سقط في اليابان». وتعتبر الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان اطلاق «القمر» اختباراً سرياً لتكنولوجيا صاروخ باليستي من طراز «تايبودونغ-2»، ما قد يسمح لبيونغيانغ في وقت لاحق بوضع رأس نووي على صاروخ قادر على الوصول الى الاسكا في الولاياتالمتحدة. وكانت كوريا الشمالية اختبرت صاروخ «تايبودونغ-2» البالغ مداه 6700 كيلومتر في تموز (يوليو) 2006، لكنه انفجر بعد 42 ثانية من اطلاقه. ولم يمنع ذلك مجلس الأمن من إصدار القرار 1718 الذي يطالب كوريا الشمالية «بتعليق كل النشاطات المتعلقة ببرنامجها للصواريخ بعيدة المدى». في سيول، ترأس الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، فيما اعتبر الناطق باسم الرئاسة اطلاق الصاروخ «عملاً غير مسؤول وتهديداً خطراً للأمن في شبه الجزيرة الكورية والعالم». وأضاف ان «الحكومة ستتحرك بحزم حيال هذا العمل الذي يشكل استفزازاً». واعتبر رئيس الوزراء الياباني تارو آسو اطلاق الصاروخ «عملاً استفزازياً جداً لا يمكن إغفاله» ينتهك القرار 1718. وقال: «نريد رداً بالتعاون مع المجموعة الدولية»، فيما استجاب مجلس الأمن دعوة طوكيو وعقد جلسة طارئة لبحث كيفية الرد على ذلك. لكن ديبلوماسيين استبعدوا فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، مرجحين الاكتفاء بمناقشة إصدار قرار يشدد تنفيذ عقوبات سابقة، ذلك ان الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو)، قد تعرقلان أي عقوبات جديدة قد يفرضها المجلس. في بكين، طالب وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي «كل الاطراف بالنظر الى الصورة الكبيرة، وتجنب اتخاذ إجراءات قد تفاقم الوضع أكثر». وأشارت وزارة الخارجية الى ان «الجانب الصيني مستعد لمواصلة أداء دور بناء». وأعلن مسؤول روسي ان بلاده «تدرس ما إذا كان هناك انتهاك لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وقال: «ندعو كل الاطراف الى الامتناع عن القيام بأي أعمال يمكن ان تسبب تصعيداً في التوتر في شبه الجزيرة الكورية». في براغ، اعتبرت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ان «هذا العمل يتطلب رداً من المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن، لإثبات انه لا يمكن تحدي قراراته والإفلات من عقوبة». وأعلن الطرفان في بيان مشترك ان «تطوير كوريا الشمالية لقدراتها للصواريخ الباليستية، بغض النظر عن هدفها المعلن من عملية الاطلاق، يستهدف مدّها بالقدرة على تهديد الدول القريبة والبعيدة بأسلحة دمار شامل».