قال مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) اليوم (الجمعة) إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «جند» المرشح الجمهوري دونالد ترامب عميلاً لروسيا «من دون أن يدري»، وذلك بعد أن تلقى انتقادات قاسية بسبب هجماته على والدي بطل حرب من أصل باكستاني قتل في العراق. وكتب المدير السابق ل «سي آي ايه» مايكل جي. موريل مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز» اليوم، هاجم فيها ترامب بشدة معلناً عزمه التصويت للمرشحة «الديموقراطية» هيلاري كلينتون، ليخرج بذلك عن تحفظه المعهود كرجل استخبارات سابق. وكتب موريل إن «هيلاري كلينتون مؤهلة تماماً لتصبح القائدة العامة»، في حين اعتبر أن ترامب «ليس مؤهلاً فحسب لهذا المنصب، بل انه يمكن أن يشكل خطراً على أمننا القومي». ووصف موريل ترامب بأنه يعشق تمجيد نفسه ولديه حساسية مفرطة وازدراء لدولة القانون. وذكّر رجل الاستخبارات الاميركي السابق أن ترامب سبق أن أبدى اعجابه بصفات «الزعامة» لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف موريل الذي عمل 33 سنة في وكالة الاستخبارات المركزية، وكان مساعد مديرها قبل ان يصبح مديرها بالوكالة إنه «في عالم الاستخبارات نستطيع أن نقول أن بوتين قد جند ترامب عميلاً لروسيا الاتحادية من دون أن يدري الأخير». وذكّر موريل أن بوتين كان عميلاً سابقاً للاستخبارات الروسية وهو متخصص في كشف الثغرات لدى خصومه واستخدام أفضل الوسائل للاستفادة منها. وأضاف أن «بوتين خلال الانتخابات التمهيدية استغل نقاط ضعف ترامب عبر مدحه. وكان رد فعل ترامب كما توقعه بوتين». وينضم موريل بذلك إلى قائمة طويلة من المسؤولين السابقين في مجال الأمن القومي الذين نددوا بمواقف ترامب، وذهب بعضهم إلى حد الدعوة إلى انتخاب كلينتون وبينهم من عمل سابقاً في إدارتي جورج دبليو بوش ورونالد ريغان. ومع أن تأثير مواقف هؤلاء المسؤولين السابقين على الناخبين يبقى غير واضح، وخصوصاً أن القسم الأكبر منهم غير معروف لدى الجمهور العريض، فإن هذا الأمر يؤكد تنامي قلق قسم من الطبقة الحاكمة إزاء شخصية ترامب ومدى توازن مواقفه بعيداً من الخلافات السياسية بين جمهوريين وديموقراطيين. وندد الرئيس الاميركي باراك اوباما أكثر من مرة بمواقف دونالد ترامب. وقال الثلثاء: «لم أكن متفقاً مع بعض الرؤساء الجمهوريين، لكنني لم أشكك أبداً في كفاءاتهم لتسلم سلطات الرئاسة». ويوم الخميس حض أوباما الاميركيين على الاستماع إلى «ما يقوله ترامب والحكم بأنفسهم ما إذا كانوا يثقون في قدراته على إدارة امور الحكم مثل ثلاثيتنا النووية». والثلاثية النووية هي نظام الردع النووي المؤلف من ثلاثة أقسام تضم الطائرات القاذفة وصواريخ أرض - أرض والغواصات. وإشارة أوباما إلى الثلاثية النووية ليست صدفة، إذ تبين أن ترامب لم يكن يعرف معنى الثلاثية النووية خلال مناظرة له على شبكة «سي ان ان» في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. واعلن مدير حملة ترامب الانتخابية بول مانافورت في حديث إلى «فوكس نيوز» الجمعة أن المرشح الجمهوري سيلتقي خبراء في اجهزة الاستخبارات خلال الاسبوعين المقبلين ليقدموا له بعض المعلومات الاساسية عن التحديات التي يمكن ان تواجهه، وهو تقليد معروف يشمل إعداد المرشحين لاحتمال انتخاب احدهما رئيساً للبلاد. وأثار ترامب زوبعة بمواقفه عندما اثيرت الاربعاء مسألة قيام واشنطن بتسليم طهران 400 مليون دولار نقداً في كانون الثاني (يناير) الماضي قدمته الادارة الاميركية على انه كان ضرورياً لاتمام تسوية بين البلدين. الا ان الجمهوريين اعتبروا الامر عبارة عن فدية دفعت في مقابل طلاق سراح رهائن في اطار حل مسألة الملف النووي الايراني. وقال ترامب الاربعاء انه شاهد «شريط فيديو عسكريا» قدمته ايران يكشف تسليم المبلغ، الا انه عاد الجمعة وصحح عبر تغريدة على «تويتر» قال فيها ان ما شاهده على التلفزيون هو طائرة الرهائن تحط في جنيف. وبسبب هذا اللغط المتمادي في مواقفه اكدت استطلاعات الرأي تراجع شعبيته، إذ سجلت كلينتون تقدماً كبيراً منذ انتهاء المؤتمر الديموقراطي اذ حصلت على 47.4 في المئة من نوايا التصويت في مقابل 40.7 في المئة لترامب بحسب موقع «ريل كلير بوليتيكس». وهو تقدم كبير جداً مقارنة بانتخابات سابقة.