أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن باريس ستزود العراق مدفعية ثقيلة لمساعدته في محاربة «داعش»، إلا أنه استبعد إرسال قوات برية لمحاربة الإرهابيين. وأضاف، خلال لقاء صحافي إثر اجتماع لمجلس الدفاع في قصر الإليزيه: «هذا الصباح قررت في إطار التحالف ضد داعش أن أضع في تصرف القوات العراقية قطع مدفعية، ستنشر الشهر المقبل». وهذا الاجتماع هو الرابع لمجلس الدفاع منذ اعتداء نيس في 14 تموز (يوليو) الذي أوقع 84 قتيلاً. وأوضحت أوساط الرئيس أن «بعض بطاريات المدفعية ستوضع في تصرف» الجيش العراقي مع «مستشارين لتشغيلها». وأكد هولاند أيضاً نشر حاملة الطائرات «شارل ديغول» في المنطقة «في نهاية أيلول/ سبتمبر» ، وقال: «سيتيح لنا ذلك تكثيف الضربات ضد المجموعات الإرهابية في سورية وفي العراق مع طائرات رافال التي نملكها». وأضاف أن «هذا الأمر لا يعني تغيير طبيعة تدخلنا، نحن ندعم حلفاءنا في العراق وسورية لكننا لن ننشر قوات على الأرض»، مضيفاً أن باريس تقدم استشارات وتضطلع بتدريب «الحلفاء، لكن جنودنا لا يخوضون الحرب على الأرض في سورية والعراق». وأعلن هولاند بعد ثمانية أيام من المجزرة التي نفذت بشاحنة دهس سائقها حشداً كان يشاهد عرض الألعاب النارية في نيس، أن وزير الداخلية برنار كازنوف الذي طالبت أحزاب بإقالته، يحظى بثقته «التامة». واتهمت المعارضة اليمينية وأيضاً حزب الجبهة الوطنية من اليمين المتطرف والحزب الشيوعي وزير الداخلية، بالتقصير في ضمان أمن المدينة يوم العيد الوطني. وخلف اعتداء نيس 84 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً بينهم 12 «بين الحياة والموت» على ما أفاد هولاند، مشيراً إلى أن القاتل «استلهم دعاية داعش لارتكاب هذه الجريمة البشعة». وهدد التنظيم الذي تبنى الاعتداء في شريط فيديو جديد هذا الأسبوع، بتكثيف هجماته على فرنسا. وأكد الرئيس الفرنسي أن التهديد الإرهابي «سيبقى» و «علينا أن ندافع عن أنفسنا». وأضاف أن حال الطوارئ التي فرضت عقب اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في باريس (130 قتيلاً ومئات الجرحى) ومددت إلى كانون الثاني (يناير) 2017، «لا تحمينا من كل شيء». وذكر أنه قرر اللجوء الى احتياط الشرطة والدرك والجيش لإسناد قوات الأمن الواقعة تحت الضغط. لكنه رفض أي إجراء مخالف «للدستور والقواعد الأساسية للقانون»، مضيفاً «هذا هو المجال الذي يريد (الإرهابيون) اختبارنا فيه». وأشاعت طريقة تنفيذ اعتداء نيس غير المسبوقة في أوروبا ومنفذها المجهول من الاستخبارات وكذلك شركاؤه، شعوراً بانعدام الأمن في فرنسا. وتدور أسئلة حول السهولة التي تمكن فيها من السير بشاحنته مسافة كيلومترين قرب البحر حيث يحظر سير العربات يوم العيد الوطني، قبل أن يقتله شرطيون.