أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي فرنسوا هولاند استعداد بلاده لتعاون وثيق مع فرنسا لمحاربة تنظيم «داعش» بعد تبنيه اعتداءات باريس في 13 الشهر الجاري التي أسفرت عن 130 قتيلاً. وقال بوتين لهولاند خلال لقائهما في الكرملين أمس، إن «الأعمال الإرهابية تجبر البلدين على توحيد جهودهما ضد عدو مشترك»، فيما شدد هولاند على «ضرورة تشكيل ائتلاف واسع» الإرهاب، رغم تباين في المواقف الروسية - الأميركية بشأن سورية. في غضون ذلك، خفضت بلجيكا مستوى التهديد الإرهابي في العاصمة بروكسيل من الدرجة الرابعة القصوى التي أعلنت السبت الماضي والمرتبطة بتهديد «ممكن ومرجح»، إلى الدرجة الثالثة. لكن مطاردة الفارين، الفرنسي صلاح عبد السلام والبلجيكي المغربي الأصل محمد عبريني اللذين يشتبه في مشاركتهما باعتداءات باريس، تواصلت عبر تنفيذ 3 عمليات دهم في بروكسيل. أتى ذلك في وقت عثر على ظرف احتوى مادة بيضاء أمام الجامع الكبير في العاصمة البلجيكية، ما استدعى استنفاراً تحسباً لهجوم بمادة «الإنتراكس». (للمزيد) وفي فرنسا، أعلنت سلطات الملاحة الجوية تراجع عدد المسافرين في مطارات باريس بعد الاعتداءات، مع تأكيدها تشديد إجراءات الأمن وتوسيع عمليات رصد المتفجرات السائلة لتشمل العاملين في المطارات. وفي ألمانيا، دهمت الشرطة مسجداً في غرب برلين بعد اعتقالها شخصين في إطار مطاردة مشبوهين بالإرهاب. ولم تتوافر معلومات عن المعتقلين. تزامن ذلك مع إعلان وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لين أن بلادها اقترحت على فرنسا إرسال فرقاطة وطائرات استطلاع وأخرى للتزود بوقود للمشاركة في محاربة «داعش» في سورية. وقالت الوزيرة: «نستطيع حماية حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول عبر فرقاطة وتنفيذ مهمات استطلاع باستخدام أقمار اصطناعية وطائرات تورنادو، وكذلك توفير خدمات لوجستية بواسطة طائرات للتزود بوقود. أتى ذلك بعد محادثات للمستشارة أنغيلا مركل مع هولاند في الإليزيه ليل الأربعاء. وبخلاف ألمانيا، لم تعرض إيطاليا أي نوع من الدعم العسكري لغارات الطائرات الفرنسية ضد «داعش»، إذ اكتفى رئيس وزرائها ماتيو رينزي خلال لقائه هولاند في باريس، بتأييد فكرة توسيع التحالف ضد التنظيم الإرهابي. وتركزت المحادثات الفرنسية الإيطالية على ليبيا باعتبارها «أرضاً خصبة لازدهار التنظيم، وتواجه خطر أن تصبح الحال الطارئة التالية بعد سورية والعراق». إلى ذلك، اكد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أنه لم يتلقَ أي طلب ملموس من فرنسا لتقديم دعم عسكري في مواجهة «داعش». وقال: «بمجرد أن يصلني الطلب سأجمع كل الأحزاب السياسية وسأشرح لها موقفي للتوصل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن إسبانيا ساهمت سابقاً في تدريب الجيش المالي وأرسلت قوات إلى أفريقيا الوسطى وتركيا.