تقدمت جامعتان صينيتان مرموقتان أكاديمياً بطلب رسمي إلى الملحقية الثقافية السعودية في الصين لإنشاء كرسيين علميّين، ومراكز بحثية لديهما، تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لدرس موضوع الحضارات والأديان. أعلن ذلك الملحق الثقافي السعودي في الصين الدكتور صالح بن حمد الصقري في تصريح ل«وكالة الأنباء السعودية» عقب اختتام فعاليات الأيام الثقافية السعودية في الصين، وقال إن جامعة الإدارة والاقتصاد الدولية UIBE وجامعة سان يات سين Sun Yat-Sen تقدمتا بطلب رسمي للملحقية، لإنشاء كرسيين بحثيين، بواقع كرسي لكل جامعة، ومراكز بحثية، تحمل اسم الملك عبدالله، تقديراً منهم لمواقفه، في خدمة الإنسانية من خلال مشروع حوار أتباع الأديان والحضارات والتسامح والسلام بين الشعوب، إلى جانب ما يتمتع به من عمق فكري في بناء الإنسان السعودي والنهوض به عبر تطويره بالتعليم. وأفاد الدكتور الصقري أن جامعة «الإدارة والاقتصاد الدولية»، تأسست عام 1951، ويدرس فيها أكثر من 30 ألف طالب وطالبة، وتخرّج فيها كبار قيادات الحكومة، ورجالات الاقتصاد والقانون في الصين، بينما تأسست جامعة «سان يات سين» التي وصفت بأنها ملتقى للحضارات العالمية عام 1924، ويبلغ عدد طلبتها أكثر من 80 ألف طالب وطالبة، منهم 20 ألفاً في مرحلة الماجستير والدكتوراه، مشيراً إلى أنه يدرس في هاتين الجامعتين عدد من المبتعثين السعوديين. وتحدث الملحق الثقافي السعودي في الصين عن الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، وعدها داعماً أساسياً في توسيع العلاقات الثنائية بين المملكة والصين، خصوصاً في المجالات الثقافية والعلميّة، موضحاً أن الجامعات الصينية وقعت مع الجامعات السعودية حتى الآن ما يزيد على 35 عقداً لتبادل الخبرات العلمية معها، كما تقدمت أكثر من 30 جامعة صينية بطلب استقبال مزيد من المبتعثين السعوديين، مع بدء المرحلة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والتي منها الصين. وبين أن زيارة وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومديري الجامعات السعودية العام الماضي إلى الصين، كانت داعماً لمسيرة العلاقات الثقافية والتعليمية بين المملكة والصين، مبرزاً في هذا الصدد الزيارة التي قام بها مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، والمحاضرات العلميّة التي ألقاها في عدد من الجامعات الصينية. وأعرب عن تقديره للجهود التي يبذلها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين المهندس يحيى بن عبدالكريم الزيد، في تنسيق التعاون العلمي بين المملكة والصين». وفيما يتعلق بجانب المبتعثين السعوديين، لفت الدكتور صالح الصقري إلى أن عدد المبتعثين وصل حالياً إلى 600 مبتعث، ملتحقين ب40 جامعة صينية، على أن يصل العدد خلال العامين المقبلين إلى (3 آلاف مبتعث)، مشدّداً على أن حاجز اللغة الصينية لم يكن عائقاً كبيراً أمام المبتعثين، إذ استطاعوا الاندماج مع ثقافة المجتمع الصيني، واستيعاب لغتهم، والتفوق في دراستهم الجامعية. وقال إن المبتعثين حققوا المراكز الأولى في فعاليات اليوم العالمي لمنتدى الحضارات والشعوب الذي أقيم في جامعات الصين، فضلاً عن أن إحدى الجامعات الصينية اختارت طالب طبّ سعودياً للمشاركة هذا العام مع مجموعة من الباحثين الصينيين في درس أبحاث زراعة الخلايا الجذعية في أحد مستشفيات بكين المشهورة، وهي المشاركة الأولى من نوعها بالنسبة إلى الطلبة السعوديين في ذلك المجال العلمي الدقيق. وأشار إلى أن الجامعات الصينية أعطت «اللغة العربية» جانباً كبيراً من الأهمية، فأوجدت سبعاً من هذه الجامعات، في بكين وحدها، معاهد متخصصة لتدريس العربية وذلك منذ أكثر من 50 عاماً، كما تبتعث الصين عديداً من طلابها إلى الدول العربية لدرس اللغة هناك، مبيناً في ذلك الصدد أن مجموعة من الطلبة الصينيين سيزورون المملكة قريباً للانضمام إلى برنامج دراسي من هذا النوع في عدد من الجامعات السعودية. يذكر أنه توجد في الصين حالياً أكثر من 3 آلاف جامعة، منها 1300 جامعة حكومية و1200جامعة أهلية، فيما ينقسم التعليم العالي الصيني إلى ثلاثة أقسام هي: (التعليم الاختصاصي المهني، والتعليم النظامي العادي، وتعليم طلاب الماجستير، والدكتوراه)، في حين أن معظم الطلبة الوافدين للصين يمثلون 170 دولة، يدرسون تخصصات اللغة والثقافة، والتاريخ الصيني، والطب التقليدي الصيني، والقانون، والمالية، والمحاسبة، والعلوم. وتتبنّى الصين أسلوب التدريس باللغتين الإنكليزية والصينية، خصوصاً في مرحلة الماجستير، لجذب الطلاب الذين لا يتمتعون بمستوى عالٍ في اللغة الصينية.