فُتحت رواشين المنطقة التاريخية في وسط البلد بمدينة جدة أول من أمس على سور الصين العظيم والثقافة الصينية وحياة الشعب الممتدة جذورها إلى آلاف السنين، حيث استضاف بيت نصيف الأثري «معرض الصور الصينية» بمناسبة مرور 20 عاماً على العلاقات السعودية الصينية، في حضور المدير العام لفرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب. ويلقي المعرض الذي نظمته إدارة السياحة والآثار في الأمانة، الضوء على مقتطفات من حياة الشعب الصيني وحضارته وأبرز آثاره، بحسب حديث مدير الإدارة المهندس سامي نوار إلى «الحياة»، موضحاً أن المعرض يهدف إلى ترسيخ العلاقات الصينية السعودية التي مر عليها 20عاماً. وقال المهندس نوار: «إن المعرض يرسخ مفاهيم التبادل الثقافي والسياحي والتجاري بين السعودية والصين، ضمن خطة رسمتها إدارة السياحة في الأمانة للتواصل العالمي، وبدأت بدولتي إيطاليا والولايات المتحدة الأميركية واليوم الصين. وأكد نوار أن إدارته تسعى من خلال خطتها إلى تحويل المنطقة التاريخية في مدينة جدة إلى نقطة جذب مركزية للنشاطات الثقافية والسياحية التي تجمع المدينة بدول العالم، وفتح نوافذ التواصل مع الحضارات المختلفة، بما يعود بالنفع والتطوير على المنطقة التاريخية ومدينة جدة ومنطقة مكةالمكرمة عموماً. وأضاف أن من الخطأ الاستهانة بمثل هذه الفعاليات، وهو ما أدركه السفير طيب، إذ إنها وسيلة فعالة للتنشيط السياحي، كما أنها تعتبر أفضل وسيلة للتقارب والتبادل الثقافي بين الشعوب، وفتح نوافذ الحوار والصداقة بين المملكة وحضارات العالم المختلفة. وقال: «إننا نأمل أن تعود هذه المناسبة التي جمعت السفير طيب ومسؤولي الأمانة وسكان المنطقة التاريخية وأهل البلد الجداويين مع القنصل الصيني ونائبه وبعض أفراد الجالية الصينية في جدة، بالمردود الاقتصادي والثقافي والسياحي المأمول منها، وأن يفتح التواصل بين الجانبين وتبادل الحوار والأفكار آفاقاً أوسع للتعاون السياحي والتجاري. وتواصل أمانة جدة حالياً أعمال تطوير المنطقة التاريخية بمعايير عالمية، تمهيداً لإدخالها ضمن قائمة التراث العالمي، وأعلنت أخيراً بدء تنفيذ جملة من المشاريع لإعادة تأهيل المحاور الرئيسة والأرصفة والإنارة في المنطقة التاريخية بما يتماشى مع طابعها، بكلفة إجمالية قدرها 50 مليون ريال، إضافة إلى إنشاء شركة جدة التاريخية خلال الشهرين المقبلين وهي شركة متخصصة في تصميم وتنظيم المنطقة التاريخية بالتعاون مع شركة جدة للتطوير العمراني وشركة وسط المدن وستبدأ أعمالها قبل نهاية العام الحالي. وأكد المهندس نوار أن العمل يسير في المنطقة بحسب ما تم التخطيط له، وأنه تم تسلم جميع تصاريح العمل وإزالة كل المعوقات، وجرى بحث الأمور مع الجهات المنفذة على أرض الواقع. فيما شدد مدير إدارة تطوير وتأهيل العمران في المنطقة التاريخية الدكتور عدنان عدس على أهمية التراث العمراني وما يمثله من معنى رمزي لوحدة وتاريخ المجتمع، وكذلك ما يمثله من ذاكرة اجتماعية تبرز الهوية الذاتية للمجتمعات وانتمائها الحضاري، مضيفاً أن الأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني تعتزمان استثمار المنطقة التاريخية من خلال عقود طويلة المدى، بهدف إعادة تأهيلها وتحويلها إلى متاحف ومحال تجارية وأماكن لبيع كل ما له علاقة بالتراث، ثم وضع مخطط عام للتطوير يتضمن الاستعمالات والأنشطة التجارية وزوارها. وتم خلال أعمال التطوير طرح عقد صيانة ممرات المشاة في المنطقة التاريخية، كما سيتم رصف وإنارة محاور أبو عنبه، العلوي، والندى بكلفة تبلغ حوالى30 مليون ريال، إضافة إلى عمل أرصفة بالحجر البازلتي المعمول به في المدن التاريخية العالمية، حيث يتم قصه بطريقة يدوية. وسيتم تنصيب شبكة لإطفاء الحرائق على ثلاث مراحل وتمت ترسية الأولى منها وتحتوي على غالبية المباني المصنفة تاريخياً. وأوضح مدير إدارة تطوير وتأهيل العمران بالمنطقة التاريخية، أنه تم بدء العمل في تنفيذ اللوحات الإعلانية الخاصة بالمحال التجارية بهدف زيادة جماليات هذه المحال، مع توفير المواصفات الأمنية المطلوبة، وإزالة الأسلاك الكهربائية العشوائية واللمبات القابلة للاشتعال مثل (الأسبوت لايت) والهيدروجين، وذلك بالتعاون مع أصحاب المحال التجارية بأسلوب وطراز معماري وفني يراعي جمال العمارة الحجازية وما تتمتع به المنطقة من بناء معماري مميز، وقد تم الانتهاء من تنفيذ 700 محل تجاري بتصاميم مختلفة، ويبلغ اجمالي المحال التجارية بالمنطقة التاريخية 20 ألف محل، والهدف الرئيس من المشروع إعطاء طراز مميز لكل محور من المنطقة التاريخية. وأضاف أن هذه الخطوة واحدة من خطوات كثيرة تستهدف تأهيل وتنظيم المنطقة التاريخية والارتقاء بها إلى المستوى المطلوب، في ما يتعلق بعناصر الأمن والسلامة والنواحي الجمالية وتنظيم التوصيلات الكهربائية العشوائية والأشرعة، فضلاً عن القضاء على التجاوزات غير المشروعة، وتحسين الأبواب.