استمرت أمس المواجهات العنيفة في مدينة حلب وأطرافها الشمالية بين القوات النظامية السورية وفصائل المعارضة التي تجهد لفك الحصار الذي بات مفروضاً فعلياً عليها بفعل سيطرة الجيش السوري على طريق الكاستيلو وهو الوحيد الذي يربط أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضين بالريف الغربي الذي يُعتبر خط الإمداد الأساسي الذي يأتي من محافظة إدلب المجاورة. وفي وقت لم يتم تسجيل خرق مهم على جبهات القتال المختلفة، سُجّلت غارات عنيفة على بلدة كفرحمرة على أطراف مدينة حلب والتي يُعتقد أن المعارضة تتخذ منها قاعدة رئيسية لشن هجماتها المضادة ضد قوات النظام على جبهتي الليرمون والملاح على الأطراف الشمالية والشمالية الغربية لحلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، بأن طائرات حربية قصفت بعد منتصف ليلة الخميس- الجمعة مناطق في بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي الغربي «ما أسفر عن استشهاد 3 أشخاص بينهم طفلة، ليرتفع بذلك إلى 9 بينهم ناشط إعلامي وطفلة عدد الشهداء الذين قضوا خلال القصف الجوي المكثف الذي استهدف كفرحمرة منذ صباح (أول من) أمس، فيما ارتفع إلى 13 بينهم 7 أطفال ومواطنات عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في حيي طريق الباب والصالحين بمدينة حلب... كذلك ارتفع إلى 6 عدد الشهداء الذين قضوا جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة حلب، حيث استشهد رجل وطفله جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في شارع النيل بمدينة حلب، بينما استشهد رجل مسن وشاب جراء سقوط قذائف على أماكن في حي الشهباء، واستشهدت مواطنتان اثنتان متأثرتين بجروحهما جراء سقوط قذائف على مناطق في حي الفرقان». وتابع «المرصد» أن طائرات حربية نفذت أيضاً ليل الخميس- الجمعة غارات عدة على مخيم حندرات شمال حلب ومنطقة الليرمون وحي بني زيد شمال غربي المدينة، بالتزامن مع قصف على مخيم حندرات وبني زيد والملاح «وسط اشتباكات مستمرة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محور معامل الليرمون بأطراف حلب، كما فتحت طائرات حربية... نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في طريق الكاستيلو، فيما ألقى الطيران المروحي... براميل متفجرة على مناطق في حي بني زيد شمال حلب». أما «شبكة شام» الإخبارية المعارضة فأشارت إلى غارات شنتها «طائرات روسية» على مدن عندان وحريتان وبلدات الليرمون وكفرحمرة ومنطقة الملاح وطريق الكاستيلو وعلى مخيم حندرات بالريف الشمالي لحلب «وسط اشتباكات متقطعة على جبهات الملاح والكاستيلو... كما تستمر الاشتباكات العنيفة على جبهتي بني زيد والخالدية (في مدينة حلب) بين الثوار وقوات الأسد، كما استهدف الثوار معاقل الأسد على تل الشيخ يوسف شرق المدينة بصواريخ الغراد محققين إصابات جيدة، كما تمكنوا من تدمر مدفع فوزديكا في المنطقة الصناعية شمالها». وتابعت «شبكة شام» أن «المجلس المحلي» في كفرحمرة أعلنها أمس «بلدة منكوبة» بفعل قصف الطيران الحربي السوري والحليف (روسيا). وقال المجلس عبر صفحته الرسمية: «باسم المجلس المحلي لبلدة كفرحمرة، نعلن أن بلدة كفرحمرة بلدة منكوبة وخارجة عن الخدمات الطبية والمعيشة وذلك بعد الهجمة الشرسة التي شنها النظام مع حلفائه الروس لتدمير البنى التحتية من أسواق ومشافي ومدارس وجوامع وآبار مياه». وأشارت «شبكة شام» إلى أن هذا الإعلان يأتي بعد شهور من «القصف المتواصل» على كفرحمرة وبلدات الريف الشمالي لحلب، ما أدى إلى تدمير «المرافق الحيوية والمدارس والمنازل والمشافي وآخرها المشفى الميداني» أول من أمس. وتواصلت في غضون ذلك المعارك داخل مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وذكر «المرصد» أن طائرات التحالف الدولي نفّذت منذ منتصف ليلة الخميس «ضربات مكثفة استهدفت خلالها مواقع وأبنية» يتمركز فيها عناصر من تنظيم «داعش» في الأحياء الغربية لمنبج وآلية للتنظيم في شارع الجورة «ما أدى إلى مقتل من كان بداخلها». وأضافت أن طائرات التحالف استهدفت أيضاً جسراً يقع على طريق منبج- جرابلس، «ما أدى إلى تدميره»، وهو ما يزيد من «تضييق الخناق على التنظيم في المنطقة». ولفت إلى أن الغارات تتزامن «مع استمرار المعارك العنيفة في عدة محاور في منبج» بين تنظيم «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» وسط «تقدم جديد» للطرف الأخير على الطريق المؤدي إلى حلب. وكان «المرصد» أشار قبل ذلك إلى مقتل مواطنتين اثنتين متأثرتين بجروح أصيبتا بها «جراء إطلاق نار مجهول المصدر في حي الحزاونة بمدينة منبج، ليرتفع إلى 195 مواطناً مدنياً بينهم 57 طفلاً و37 مواطنة عدد الشهداء الذين وثقهم المرصد... ومن ضمنهم 73 مواطناً بينهم 23 طفلاً و15 مواطنة و8 سجناء استشهدوا في ضربات لطائرات التحالف الدولي، فيما استشهد البقية باستهدافهم من قبل التنظيم (داعش) وبانفجار ألغام وقصف وإطلاق نار من قبل قوات سورية الديموقراطية منذ 31 أيار (مايو) الفائت»، وهو التاريخ الذي بدأت فيه «قوات سورية الديموقراطية» هجومها لطرد «داعش» من ريف حلب الشمالي الشرقي. وفي محافظة دير الزور (شرق سورية)، قال «المرصد» إن 7 أشخاص هم 3 أطفال و3 موطنات ورجل قُتلوا «في مجزرة نفذتها طائرات حربية باستهدافها مناطق في بلدة البوليل بريف دير الزور الشرقي ليلة (أول من) أمس، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود بعض الجرحى في حالات خطرة». وفي محافظة درعا (جنوب)، أشار «المرصد» إلى غارات نفذتها طائرات حربية صباح أمس على مدينة بصرى الشام وأطرافها بريف درعا الشرقي، «قضى على أثرها 8 مقاتلين من الفصائل»، مضيفاً أن بلدة نصيب تعرضت أيضاً لقصف من طائرات حربية. وفي محافظة السويداء المجاورة، لفت «المرصد» إلى سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في قريتي المجيمر وبرد جنوب السويداء بالقرب من الحدود الإدارية مع ريف درعا الشرقي، «ما أدى إلى سقوط جرحى ومعلومات عن استشهاد مواطنة». وفي محافظة اللاذقية (غرب)، نفّذت طائرات حربية صباح أمس ضربات استهدفت محور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، «وسط قصف من قوات النظام يستهدف المنطقة»، وفق «المرصد». وفي محافظة إدلب المجاورة، تحدث «المرصد» عن غارة استهدفت «مزارع ترعي» جنوب شرقي مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، بينما وردت معلومات عن مقتل طفل جراء قصف جوي على بلدة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي. وفي ريف دمشق، ذكرت «شبكة شام» أن القوات النظامية قصفت في شكل عنيف «وسط مدينة داريا بالريف الغربي مع استمرار الاشتباكات على الجبهة الجنوبية الغربية من المدينة في محاولة مستمرة من قبل قوات الأسد لاقتحام المدينة». أما في الغوطة الشرقية فقد شن الطيران الحربي غارات على بلدات الريحان والشيفونية وحوش نصري وحوش الفارة وأطراف مدينة دوما وحرستا «أدت إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين»، بحسب «شبكة شام». وفي محافظة حماة (وسط)، سجّلت «شبكة شام» اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة والقوات النظامية «على جبهة خرفان ودلاك بالريف الجنوبي، في محاولة من الطرف الأخير التقدم وسط قصف مدفعي عنيف».