دارت أمس، معارك عنيفة في حلب بعد بدء القوات النظامية السورية هجوماً لقطع آخر خطوط الإمداد عن الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، في وقت استمرت المعارك بين «حزب الله» والقوات النظامية من جهة وفصائل معارضة شرق دمشق من جهة أخرى، فيما حققت المعارضة تقدماً ضد «حزب الله» شمال العاصمة وسقط قتلى وجرح عشرات من القوات النظامية والموالين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 4 غارات على مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، كما قصفت طائرات حربية أماكن في منطقتي أبو عمشة واورم الكبرى ومحيط الفوج 46 بريف حلب الغربي، في حين استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر، في محيط الليرمون وحي بني زيد وفي مزارع الملاح ومحيط مخيم حندرات شمال حلب، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، وسط استمرار تنفيذ الطائرات الحربية عشرات الغارات على مناطق في طريق الكاستيلو ومزارع الملاح، وقصف مكثف من قبل قوات النظام على المناطق ذاتها». كما قصف الطيران الحربي منطقتي قبتان الجبل وكفر حمرة بريف حلب». واقتربت القوات النظامية بفضل تقدمها قرب طريق الكاستيلو من تحقيق هدفها بفرض حصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من حلب. لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنهم يخوضون معركة لاستعادة المواقع التي فقدوها وإعادة تأمين الطريق. وجاء تقدم القوات السورية خلال تهدئة أعلنها الجيش النظامي السوري في جميع أنحاء البلاد لمدة 72 ساعة. وانقسمت حلب - كبرى المدن السورية وكان عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة منذ سنوات إلى قطاعات تسيطر عليها الحكومة والمعارضة. وتحولت منطقة حلب إلى مسرح كبير للصراع. وتسبب القصف الجوي والمدفعي المكثف في استحالة العبور من طريق الكاستيلو في بعض الأحيان خلال الأسابيع الأخيرة، لكن تقدم الخميس يزيد سهولة استهدافه من قوات النظام ويعزل القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة المقسمة قرب الحدود مع تركيا. وقال زكريا ملاحفجي من «تجمع فاستقم»: «حالياً لا أحد يقدر أن يدخل أو يطلع من حلب». وذكر «المرصد» أن القوات الموالية للحكومة تقدمت في مزارع الملاح شمال غربي حلب، ما جعلها على بعد كيلومتر واحد من طريق الكاستيلو. وقال الجيش النظامي إن ما وصفه ب «مجموعات إرهابية حاولت مهاجمة مواقع عسكرية في المنطقة وإنه أحبط هذا الهجوم وسيطر على مزارع الملاح ليصبح طريق الكاستيلو في مرمى نيرانه». وقال مسؤول ثان في المعارضة موجود مع المقاتلين في المنطقة إن كل الفصائل أرسلت تعزيزات وتحاول استعادة المواقع التي سيطرت عليها القوات النظامية، لكن الوضع سيء للغاية. وأضاف أنه كان هناك غطاء جوي كثيف من القوات الحكومية خلال الليل. ويقدر «المرصد» أن ما بين 250 ألفا و300 ألف شخص يعيش في مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب. في الشهر الماضي، أعلن «حزب الله» أنه سيرسل المزيد من المقاتلين لمنطقة حلب. وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله إن الدفاع عن حلب «هو دفاع عن دمشق». وفي وقت سابق هذا العام قطعت قوات موالية للنظام بينها فصائل شيعية طريقاً مهماً آخر شمالي حلب يؤدي إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «الفصائل الثورية استعادت ظهر الخميس نقاطاً عسكرية عدة كانت قد استولت عليها ميليشيات الأسد على جبهة الملاح بريف حلب». وأضافت أن «معارك عنيفة تدور على الأطراف الشمالية للمزارع الجنوبية في منطقة الملاح، تزامناً مع عشرات الغارات الجوية للطيران الروسي ونظام الأسد على المنطقة... وتمت استعادة عدة نقاط، فيما لا تزال الميليشيات تسيطر على نقاط الجامع وعرب سلوم». في المقابل، شهد طريق الكاستيلو - شريان إمداد حلب الوحيد - انقطاعاً تامّاً جراء القصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة، الأمر الذي تسبب بقيام الفصائل بمنع المدنيين من الدخول والخروج إلى المدينة، وفق الشبكة التي قالت إن «نظام الأسد وميليشياته يحاولون منذ أكثر من خمسة أشهر التقدم إلى منطقة الملاح والسيطرة عليها في شكل كامل، بهدف حصار المدنيين داخل المدينة ومنع دخول المساعدات إليها». وعلى صعيد المعارك ضد «داعش»، أفاد «المرصد» بسقوط قتلى جراء قصف التنظيم مناطق في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، والتي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية والمقاتلة، قائلاً: «تدور اشتباكات بين قوات سورية الديموقراطية وتنظيم داعش في جنوب مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بالتزامن مع دوي انفجار هز المنطقة يعتقد أنه ناجم عن قصف للطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي على منطقة في المدينة». وقتل طفلان اثنان جراء إصابتهما بانفجار ألغام في منطقة الموسى خلف قرب بلدة أبو قلقل بريف مدينة منبج، ليرتفع إلى 9 عدد القتلى الذين قضوا منذ يوم أمس في مدينة منبج وريفها، و «هم الطفلان اللذان ذكرا آنفاً بانفجار ألغام في منطقة الموسى خلف، ورجل استشهد في قصف لطائرات التحالف الدولي على ريف منبج، وشاب استشهد جراء إصابته بطلقات نارية في القسم الغربي من مدينة منبج، وطفل بالإضافة إلى عائلة مكونة من شابين وسيدة وطفلها استشهدوا جراء استهدافهم خلال محاولتهم الفرار من مدينة منبج، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود معلومات عن شهداء آخرين». في الشرق، قال «المرصد» إن معارك دارت «بين قوات سورية الديموقراطية وتنظيم «داعش» في الريف الغربي لبلدة عين عيسى، بريف الرقة الشمالي الغربي، إثر هجوم للتنظيم على قرى فيها، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية غارات عدة على مناطق الاشتباك، بينما نفذت طائرات حربية غارات عدة على مناطق في مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم». وأضاف أنه «ارتفع إلى 26 بينهم 6 أطفال ومواطنات عدد الذين قتلوا جراء تفجير عنصر من تنظيم داعش نفسه بحزام ناسف بعد ترجله من دراجة نارية عند فرن الثامن من آذار الاحتياطي والمعروف بفرن الصالة الواقع في حي الصالحية بمدينة الحسكة أول أمس للحصول على مادة الخبز قبيل إفطار آخر يوم من رمضان وعشية عيد الفطر المبارك». وفي دير الزور المجاورة، نفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في محيط مطار دير الزور العسكري، ترافق مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط جبل الثردة بأطراف المدينة. قالت «الدرر الشامية» إن «الفصائل الثورية سيطرت فجر أمس على حاجز الصفا، التابع لقوات الأسد، وحزب الله اللبناني في مزارع رنكوس بجرود القلمون الغربي». وأكدت أن «الفصائل شنَّت هجومًا عنيفًا على حواجز عدة في القلمون، ودارت معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أفضت إلى السيطرة على حاجز الصفا، وقتل نحو 30 عنصرًا من قوات الأسد وميليشياته، والاستيلاء على عدة أسلحة ثقيلة ومتوسطة، أبرزها دبابة، ومدفع وسيارتان دفع رباعي، فضلا عن كميات من الزخائر والأسلحة الخفيفة». وشنَّ الطيران السوري غارات على مناطق المعارك، فيما قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 4 عدد قتلى المعارضة خلال اشتباكات مع حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها في جرود رنكوس بالقلمون الغربي، ومعلومات مؤكدة عن قتلى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات، كما نفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في جرود رنكوس بالقلمون الغربي». وفي ريف دمشق الغربي، أفاد المركز الإعلامي في مدينة داريا من خلال حساباته في مواقع التواص الاجتماعي بأنه «في ظل التهدئة المؤقتة التي تم طرحها من طرف قوات النظام والتي مدتها 72 ساعة، دخلت آليات من الجبهة الغربية الجنوبية للمدينة، وسط قصف صاروخي بصواريخ أرض - أرض وأسطوانات جهنم شديدة التفجير على جبهات عدة في المدينة، بالتزامن مع اشتباكات متفرقة في محاولة من تلك القوات اقتحام المدينة مجدداً». وقال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 4 عدد صواريخ أرض - أرض التي أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع استمرار قصف قوات النظام على مناطق في المدينة»، لافتاً إلى مواصلة «قوات النظام وحزب الله اللبناني محاولة استكمال السيطرة على بلدة ميدعا في غوطة دمشقالشرقية، حيث تشهد أطراف البلدة ومزارعها، معارك متواصلة بعنف بين قوات النظام وحزب الله والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، متزامنة مع استمرار القصف المكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات».