أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن مسؤولين عسكريين روساً وأميركيين اتفقوا على ضرورة «تحسين التنسيق العسكري» في شأن العمليات الجوية في سورية، لكنها اتهمت الجانب الأميركي برفض تقديم خرائط توضح أماكن انتشار الجماعات المنخرطة في الهدنة، في رد على احتجاج وزارة الدفاع الأميركية على غارات استهدفت «جيش سورية الجديد» ومجموعات عشائرية تعمل ضد «داعش» في البادية السورية على الحدود مع العراق. جاء ذلك في وقت قتل حرس الحدود التركي 11 مواطناً سورياً، كانوا يحاولون عبور الحدود في محافظة إدلب، فيما اعتصم عشرات في العاصمة السورية احتجاجاً على قرارات حكومية في شأن رفع أسعار الوقود والمشتقات النفطية. وبدا أمس، أن الجيش النظامي بات على أبواب مدينة الطبقة في ريف محافظة الرقة، في مؤشر إلى تضييق الخناق أكثر على تنظيم «داعش» الذي يواجه في الوقت نفسه «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بوحدات خاصة أميركية وفرنسية، والتي تقدمت مساء السبت إلى داخل معقله في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي. وأفاد «الإعلام الحربي» التابع للنظام السوري أن الجيش النظامي «سيطر على حقول بترول الثورة ومساكنها في ريف الرقة الغربي بعد معارك عنيفة ضد تنظيم «داعش» ليصبح على مسافة 10 كلم من مطار الطبقة العسكري». وبعد ساعات، أورد «الإعلام الحربي» معلومات عن سيطرة القوات النظامية «في شكل كامل على مزرعة العجراوي» التي تبعد كيلومترين فقط عن مطار الطبقة. وهذه المرة الأولى التي يقترب فيها الجيش النظامي من هذا المطار منذ العام 2014 عندما اقتحمه «داعش» وأعدم أكثر من 150 جندياً من حاميته. وأكدت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش» حصول مواجهات في حقول بترول الثورة، مشيرة إلى أن التنظيم قتل 16 جندياً فيها بهجوم بعربة مفخخة. وفي موسكو، نفت وزارة الدفاع الروسية أمس، قصف فصائل معارضة تدعمها الولاياتالمتحدة في جنوب سورية يوم الخميس. وكان «البنتاغون» أعرب لمسؤولين عسكريين روس عن «القلق الشديد إزاء الهجوم على قوات معادية لداعش يدعمها التحالف في التنف والتي تضم قوات تشارك في هدنة وقف الأعمال القتالية في سورية». وبعد ذلك بساعات، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف أن تكون روسيا قصفت مناطق تنشط فيها المعارضة التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وقال إن «الهدف الذي تم قصفه يقع على مسافة تزيد على 300 كلم من المنطقة» التي حددتها الولاياتالمتحدة. وأكد أن القوات الجوية الروسية تصرفت «في إطار الإجراءات المتفق عليها» وقدمت للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة إنذاراً مسبقاً بأهدافها على الأرض. وذكر مسؤولون عسكريون أميركيون أن القوات الروسية في منطقة التنف الحدودية استهدفت اجتماعاً لمقاتلين يدعمهم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة عقد لتنسيق القتال ضد «داعش» في سورية والعراق. وقال المسؤولون إن المقاتلين السوريين الذين استُهدفوا كانوا من «جيش سورية الجديد» الذي دربته القوات البريطانية والأميركية في معسكر للتحالف في الأردن، أما المقاتلون العراقيون فكانوا من العشائر. واتهم كوناشينكوف الولاياتالمتحدة أمس، بعدم توفير إحداثيات المناطق التي ينشط فيها المسلحون المدعومون من الولاياتالمتحدة «وهو ما لا يسمح بالدقة في عمليات القوات الجوية الروسية». في غضون ذلك، قُتل جندي روسي كان يحمي قافلة إنسانية في منطقة حمص، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأحد، ما يرفع إلى عشرة العدد الرسمي للجنود الذين قضوا في النزاع السوري. وقالت وزارة الدفاع في بيان: «في 15 حزيران (يونيو)، كان اندريه تيموشنكوف يرافق قافلة إنسانية روسية في محافظة حمص. لقد منع سيارة مفخخة من بلوغ المكان الذي وزعت فيه المساعدة الإنسانية». وأضاف البيان أن الجندي أطلق النار على السيارة المفخخة، لكنه أصيب بجروح خطيرة في الانفجار وقضى في اليوم التالي في مستشفى القاعدة الروسية في حميميم بشمال غربي سورية. مقاتلون من «كتيبة مجاهدي حوران» خلال تدريب في ريف درعا. (رويترز)