أعدم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أكثر من 160 جندياً تابعاً للنظام شمال سوريا، في وقتٍ يستنفر فيه المجتمع الدولي لمواجهة التنظيم الذي يثير الرعب في العالم. وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أنه «تأكَّد أن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم أكثر من 160 جندياً من القوات النظامية على 3 دفعات» بين أمس الأول وفجر أمس في 3 أماكن مختلفة من محافظة الرقة شمال البلاد. وأوضح عبدالرحمن، في تصريحات صحفية أمس، أن هؤلاء الجنود كانوا أُسِروا في أوقات سابقة «إما من مطار الطبقة العسكري الذي سقط الأحد في أيدي التنظيم، وإما قبل ذلك وإما ليل الأربعاء خلال محاولتهم الفرار من مزرعة العجراوي المجاورة لمطار الطبقة في اتجاه مدينة أثريا في محافظة حماة (وسط)». ونشرت حسابات مؤيدة لتنظيم «داعش» على موقع «تويتر» صوراً وأشرطة فيديو مروعة لعشرات الأسرى الذين قدمتهم على أنهم جنود يسيرون في منطقة صحراوية شبه عراة بمواكبة مسلحين، وبعد ساعات على ذلك نشرت صوراً وأشرطة لجثث مكدسة في منطقة ما في الصحراء.ولا يمكن التحقق من صحة هذه الصور أو هوية الذين يظهرون فيها أو الأمكنة التي التُقِطَت فيها. وفي شرق البلاد، قُتِلَ على الأقل 6 قياديين في تنظيم «داعش» أمس في غارة نفذتها طائرات النظام السوري على مقر للتنظيم في ريف دير الزور. وسيطر التنظيم المعروف باسم «داعش» في يوليو الماضي على مجمل محافظة دير الزور بعد أن بايعته مجموعات مقاتلة عدة أو انسحبت إثر معارك خاضتها معه. وفي العاصمة دمشق، وقعت أمس معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي جوبر، بحسب سكان والمرصد وناشطين. وأفاد شهود عيان بأن أصوات الانفجارات والطيران كانت هائلة، وأن دخاناً كثيفاً تصاعد من المنطقة. وذكر مرصد حقوق الإنسان أن الطيران السوري استهدف أجزاء الحي التي يسيطر عليها المعارضون ب18 غارة، وأنه استخدم أيضاً المدفعية والصواريخ في القصف، مشيراً إلى «استخدام للكثافة النارية من قوات النظام وأعنف قصف يشهده حي جوبر منذ سيطرة الكتائب المقاتلة على الجزء الأكبر منه» منذ حوالى سنتين. وتوجد قوات النظام عند أطراف الحي الغربية التي تطل على ساحة العباسيين في دمشق. وفي تداعيات النزاع السوري بلبنان وقع اشتباك بين الجيش اللبناني ومسلحين في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا التي شَهِدَت قبل 3 أسابيع جولة من المعارك بين مسلحين متطرفين قَدِموا من سوريا والجيش انتهت بمقتل 19 عنصراً من الجيش و16 مدنياً وخطف حوالي 35 عنصراً من القوات الأمنية. وأعلن الجيش اللبناني أن إحدى آلياته تعرضت لهجوم أمس، وأن جندياً فُقِدَ في الكمين وجُرِحَ آخر. وفي إطار الجهود المبذولة لوضع حد لتنامي نفوذ «داعش»، دعا الرئيس الفرنسي إلى تنظيم مؤتمر دولي في باريس من أجل «تنسيق التحرك الدولي ضد الدولة الإسلامية على المستويين الإنساني والأمني وكذلك العسكري»، معتبراً أنه «من الضروري تشكيل تحالف واسع».وأضاف «لتكن الأمور واضحة: بشار الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في مكافحة الإرهاب، فهو الحليف الموضوعي للجهاديين». وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أعلن الإثنين الماضي استعداد بلاده للتنسيق مع المجتمع الدولي في «مكافحة الإرهاب» ضمن ائتلاف دولي، ورفض البيت الأبيض أيضاً أي تعاون مع دمشق. وعلى صعيد آخر، ذكر مسؤولون أمريكيون أن الولاياتالمتحدة تنوي تقديم مساعدة لبلدة آمرلي العراقية قد تكون على شكل إلقاء مؤن أو شن ضربات على مسلحي «داعش» الذين يفرضون الحصار عليها. وكانت الأممالمتحدة حذرت من خطر حصول «مجزرة» في آمرلي التركمانية. وقد تكون العملية الأمريكية شبيهة بتلك التي قام بها البنتاجون في مطلع شهر أغسطس الجاري من أجل مساعدة الأقلية الإيزيدية التي لجأ أفرادها إلى جبل سنجار في شمال العراق هرباً من تقدم «داعش». ونفذت الولاياتالمتحدة منذ ال8 من أغسطس سلسلة غارات على مواقع «داعش» في العراق. وفي إطار استمرار المواجهة على الأرض بين «داعش» والمقاتلين الأكراد، أضرم مقاتلو التنظيم النار أمس في حقل نفطي كانوا يسيطرون عليه في شمال العراق قبل أن ينسحبوا منه، فيما كانت القوات الكردية تهاجمهم في القطاع نفسه، كما ذكر مسؤولون.