تواجه الحكومة العراقية «كارثة إنسانية» بسبب العجز عن استيعاب النازحين من الفلوجة، بعد تحريرها، وأفادت منظمة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بأن عددهم وصل إلى أكثر من 84 الف شخص «أرغموا على مغادرة منازلهم منذ بداية الهجوم على معقل داعش الذي يحاول إعادة تنظيم صفوفه في المناطق المحاذية لسورية. وأعلنت المنظمة الدولية، في بيان، أن «وكالات الإغاثة تبذل أقصى جهدها، وسط تطور الأوضاع في شكل سريع»، وأضافت: «نحن نجهز أنفسنا لمواجهة موجة نزوح أخرى في الأيام القليلة المقبلة، ونقدر أن الآلاف ما زالوا في المدينة». ونبه تقرير للمجلس النروجي للإغاثة إلى «وجود عشرات الأسر، بينها فئات من الأكثر ضعفاً، فضلاً عن نساء حوامل وكبار في السن». وعجز المجلس عن تقديم المساعدات المطلوبة، بعد نفاد الطعام والمياه في شكل سريع. وأشار إلى أن أحد المخيمات التي افتتحت حديثاً في عامرية الفلوجة استقبل نحو 1800 شخص لكن فيه مرحاضاً واحداً للنساء. وأضاف مسؤول في مخيم آخر أنه استوعب «400 أسرة وصلت خلال الأيام الأربعة الماضية، وليس في حوزتها شيء، أعطيناهم القليل من الخيم، والباقي من نساء وأطفال ورجال يفترشون الأرض في العراء تحت الشمس. الشيء الوحيد الذي نقدمه إليهم هو الماء والعصائر». إلى ذلك، أقر رئيس الوزراء حيدر العبادي إجراءات «فورية» لتوفير متطلبات الإغاثة للنازحين، وقال الناطق باسمه سعد الحديثي، خلال إيجازه الصحافي اليومي أمس: «حرصاً على سلامة المدنيين وتوفير المتطلبات الإغاثية والانسانية، وإعادة الإستقرار الى الفلوجة صادق القائد العام للقوات المسلحة (العبادي) على توصيات خلية الأزمة القاضية بتنفيذ خطة إغاثة فورية لتقديم الحاجات الإيوائية والغذائية والطبية إلى النازحين»، وأضاف: «تم توجيه كل الوزارات لمد يد العون والدعم، بالتنسيق مع المنظمات الدولية». وأفادت وزارة التجارة في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه، أن «خلية الأزمة التي شكلتها قررت تشكيل لجان فرعية من دوائر الرقابة والتخطيط والشركات لجرد عدد العائلات النازحة وإغاثتها بالمواد الغذائية خلال 48 ساعة، فضلاً عن اتخاذ عدد من الاجراءات السريعة لمساعدتها في المجمعات والأحياء القريبة من المدينة». على صعيد المعارك، يحاول «داعش» إعادة تنظيم صفوفه، متخلياً عن استراتيجية الامساك بالأرض، ومفضلاً العودة الى حرب العصابات. وعلمت «الحياة» من مصادر محلية في الأنبار أن قادة التنظيم الذي تلقى خلال اليوم الماضيين ضربة كبيرة في الفلوجة، أصدروا أوامرهم إلى المسلحين بالانسحاب من معظم مناطق المحافظة باتجاه مدينة القائم على الحدود العراقية - السورية. وقالت إن معظم هؤلاء القادة انسحبوا من المدينة نحو جزيرة الخالدية غرباً، ومنها الى شمال نهر الفرات عبر بلدتي البعيثة والبومالي، وصولاً إلى القائم، وهي نقطة التمركز الأخيرة في الأنبار بعد تحرير معظم البلدات التي سيطروا عليها. وأعلن الجيش أن جهاز مكافحة الإرهاب المكلف اقتحام وتأمين أحياء الفلوجة نجح في تطهير معظم المناطق في جنوبالمدينة وشرقها، وأن معارك تدور في حي الجولان الذي كان من المعاقل التقليدية للمجموعات المسلحة، خلال المواجهات التي خاضتها ضد القوات الأميركية.