عاد أمير عشائر الدليم في الأنبار الشيخ علي الحاتم إلى الأنبار مساء السبت، بعد ستة أيام قضاها في العاصمة الأردنية عمان مفاوضاً مع أطراف من الحكومة العراقية تمخضت عن نتائج بدأت معالمها على أرض المعارك. وأبلغ مصدر أمني عشائري يعمل إلى جانب مجلس محافظة الأنبار، «الحياة» أن قواته المكوّنة من ابناء العشائر تتقدم نحو مدينة الفلوجة بحذر من دون أي مقاومة من المسلحين، ورجّح أن تكون عناصر «داعش» انسحبت نحو الفلوجة. وأضاف المصدر أن «المفاوضات كانت ايجابية، ويقوم الشيخ الحاتم حالياً بعرض نتائج زيارته على شيوخ عشائر الأنبار الذين يدعمون مسلحي العشائر بالمال والرجال ضد قوات الجيش»، لكنه رفض الإفصاح عن نتائج الاجتماعات، مؤكداً أن الحاتم سيعلن في بيان فحوى زيارته. واكتفى المصدر بالقول إن «مفاجأة ستطرأ في الأنبار خلال أيام، ولا اريد التسرع بالحديث عنها لأن حصولها مرتبط بالتزام سياسيين وشيوخ عشائر بمواقف تعهدوا الالتزام بها». في هذه الأثناء يتقدم المسلحون من أبناء العشائر المدعومين من الحكومة الاتحادية ومجلس المحافظة نحو مدينة الفلوجة من دون أي مقاومة من المسلحين. وقال مصدر أمني آخر، يعمل ضمن تشكيلات مسلحي العشائر الميدانية، ل «الحياة» إن نحو 250 مقاتلاً من ابناء العشائر دخلوا منذ يومين ناحية الصقلاوية التي كانت تعتبر معقلاً مهماً لعناصر «داعش» دون أي مقاومة. وأضاف «عثرنا على العشرات من المقابر الجماعية التي تضم جثث قتلى «داعش» التي قضت في مواجهات مع الجيش خلال الأسابيع الماضية. كما أن هناك العشرات من المنازل التي يستخدمها داعش للإقامة في الناحية بعد فرار سكانها». ولفت إلى أن «قواته تتقدم نحو مدينة الفلوجة ببطء في مناطق نزال والبوعكاش ومحطة الثرثار والعلوة»، ولفت إلى أن عناصر داعش كثّفت وجودها في حي الجولان شمال شرقي الفلوجة بعد علمهم بتقدم قواتنا نحو المدينة». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أمس، مقتل 20 عنصراً من «داعش» والقبض على ثلاثة آخرين وحرق سيارتين «وكرفانين وزورق وجملون» يستخدم كمستودع للأسلحة وتفكيك عبوة ناسفة في الفلوجة. وأوضحت في بيان أن «قوات من فرقة التدخل السريع الأولى اشتبكت مع مسلحين من تنظيم داعش الإجرامي في مناطق الصبيحات والسجر والصقلاوية والبوخنفر وطريق بغداد الفلوجة وفي بحيرة الثرثار، بالفلوجة، أسفرت عن مقتل 20 إرهابياً والقبض على ثلاثة آخرين». إلى ذلك اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحكومة العراقية بمفاقمة الأزمة الإنسانية في الأنبار، وأوضحت في تقرير نشرته أمس أن «الحكومة تعترض سبيل السكان عند مغادرتهم المناطق التي يجري فيها القتال وعرقلة دخول المساعدات». ودعت المنظمة الحكومة للعمل الفوري على تسهيل مرور السكان الراغبين في الفرار من القتال ورفع القيود المفروضة على توصيل المساعدات الإنسانية. وأوضحت أن «القتال في الأنبار كان يمثل عقبة رئيسية أمام التصويت في الانتخابات الوطنية التي جرت الأسبوع الماضي، وتناقلت التقارير أن نسبة المصوتين في الأنبار كانت أقل من 30 في المئة». ولفتت المنظمة إلى عجزها «عن التحقق من العدد الدقيق للخسائر الناجمة عن شهور القتال الأربعة»، وقالت إنه «في 25 من الشهر الماضي قال مدير مستشفى الفلوجة العام لوسائل الإعلام إن المستشفى سجل مقتل وإصابة 1418 شخصاً منذ بدء القتال وكانت معظم الخسائر جراء قصف الأحياء السكنية في الفلوجة».