فيما نفى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إيقاف الحملة العسكرية التي بدأت قبل عشرة أيام، لاستعادة مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار، من قبضة تنظيم داعش، أصرت لجنة الأمن والدفاع النيابية أمس، على محاكمة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، وعدد من كبار القادة العسكريين، لتورطهم في سقوط محافظة نينوى بقبضة داعش قبل نحو عامين. وقال عضو اللجنة حامد المطلك، إن اللجنة أرسلت الملف إلى القضاء والمدعي العام، ورئيس الحكومة الحالية لمحاسبة المتورطين في قضية سقوط نينوى، موضحا أن اللجنة حددت المقصرين، وفي مقدمتهم المالكي مع شخصيات عسكرية، بينها المدير السابق لمكتب المالكي، فاروق الأعرجي، وقائد قوات نينوى الفريق مهدي الغراوي، وقائد القوات البرية السابق الفريق علي غيدان، ومعاون رئيس أركان الجيش السابق الفريق عبود كنبر، فضلا عن مسؤولين محليين في المحافظة، معربا عن اعتقاده بأن الملف خضع للتسويف والمماطلة والتسويات السياسية. سلامة المدنيين يأتي ذلك في وقت نقلت وسائل إعلام محلية وغربية تصريحات للعبادي أول من أمس، قال فيها إنه تم إرجاء الهجوم على مدينة الفلوجة، بسبب مخاوف على سلامة المدنيين، وأضاف في خطاب للعراقيين بثه التلفزيون الرسمي من مدينة الفلوجة، "الحرب على تنظيم داعش في الفلوجة حامية ونحن نوجد حالياً في الخطوط الأمامية. وتنظيم داعش يعتمد على أساليب غير أخلاقية في الحرب، ولا يتمكن من مواجهة قواتنا المسلحة"، داعيا إلى تجميد الأزمة السياسية في البلاد والتوجه إلى مساندة القوات الأمنية في حربها ضد داعش. بدوره، قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، سعد الحديثي، إن القوات الأمنية استطاعت خلال الأشهر الماضية تحرير معظم الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وتمكنت من استعادة 65% من الأراضي. مخيمات للنازحين قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، إن ما لا يقل عن 20 ألف طفل ما زالوا محاصرين داخل الفلوجة. وتخشى المنظمات الدولية والمحلية من أن تنظيم داعش يسعى لاستخدام المدنيين كدروع بشرية. من جانبها، خصصت الحكومة المركزية مليارين و500 مليون دينار عراقي لمحافظة الأنبار، لمساعدتها في إقامة مراكز إيواء وإغاثة للنازحين من الفلوجة. وأوضح رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت، أن وزارة الهجرة والمهجرين أقامت ثمانية مراكز إيواء في محافظة الأنبار لاستقبال النازحين، وسلمت الحكومة المحلية مبلغ المساعدات لتنفيذ برامجها المتعلقة بمساعدة النازحين، مشيرا إلى إيواء مئات العائلات النازحة في مخيمات أقيمت في ناحية الحبانية وقضاء الخالدية. إلى ذلك، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في العراق "يونامي"، عبر بيان صدر أمس، مقتل وإصابة 2326 عراقياً خلال مايو بسبب أعمال العنف في البلاد، وعدّتها مرتفعةً قياساً بالشهر الذي سبقه.