90 دقيقة فقط أو ربما 120 دقيقة في حال امتدت مباراة نهائي مونديال 2010 اليوم (الأحد) بين هولندا وإسبانيا للشوطين الإضافيين، تفصل قائد منتخب هولندا جوفاني فان برونكهورست عن تحقيق حلم العمر، وكتابة نهاية سعيدة ومثالية لمشواره الكروي، إذ قال قبل انطلاق البطولة: «كأس العالم هذه، هي حلمي الأخير». ويبحث قائد «الطاحونة» عن إنجاز في صفوف منتخب بلاده يضيفه إلى الألقاب التي حققها في صفوف أندية خارجية سواء في اسكتلندا أم إنكلترا أم في اسبانيا، ونشأ برونكهورست في فيينورد روتردام على بعد خطوات قليلة من منزله العائلي، وقد بدأ «جيو» كما يطلق عليه المقربون منه مسيرته في صفوف نادي فالفييك، قبل أن يعيش أربعة مواسم رائعة في صفوف فيينورد روتردام، وتعاقد معه مدرب غلاسكو رينجرز الأسكتلندي الهولندي ديك أدفوكات في تلك الفترة بعد نهائيات كأس العالم 1998، على رغم أنه لم يخض أي دقيقة في النهائيات في صفوف منتخب بلاده، ودافع فان برونكهورست عن ألوان رينجرز على مدى ثلاثة مواسم وتوّج بطلاً للدوري المحلي معه مرتين، قبل أن يكمل مسيرته في آرسنال الإنكليزي الذي دفع 13 مليون يورو للحصول على خدماته، ولجعله خليفة الفرنسي إيمانويل بوتي، إذ كان عنصراً مهماً في صفوف الفريق «اللندني» قبل أن يتعرض لإصابة في ركبته اليمنى، ثم عانى لاستعادة مكانه الاساسي، ثم أعاره آرسنال إلى برشلونة الإسباني صيف عام 2003، إذ أعاد مواطنه فرانك رايكارد مدرب الفريق الكاتالوني وقتها تمركزه وجعله يلعب في مركز الظهير الأيسر. وخاض برونكهورست موسماً أولاً ناجحاً في صفوف برشلونة، فتعاقد معه رسمياً، واسهم بشكل كبير في إحراز فريقه الثنائية (الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا) في موسم (2005-2006) بعد أن فاز باللقب المحلي أيضاً في العام الذي سبقه، وعاد إلى حبه القديم نادي فيينورد روتردام في حزيران (يونيو) عام 2007، إذ وصل حالياً إلى نهاية عقده معه، كما خاض أول مباراة دولية له في عام 1996، وانتظر حتى كأس أوروبا 2004 ليصبح لاعباً أساسياً في صفوف المنتخب الهولندي، وكان عنصراً فعالاً أيضاً في عهد ماركو فان باستن، كما أنه رقي إلى رتبة قائد المنتخب في صيف عام 2008، ولعب برونكهورست دوراً حاسماً في قيادة منتخب بلاده الى النهائي للمرة الثالثة بعد مونديالي 1974 و1978، عندما مهد أخيراً الطريق أمامه لحسم مواجهته امام نظيره الاوروجوياني (3-2) في الدور نصف النهائي بتسجيل الهدف الاول في المباراة بكرة صاروخية اطلقها من حوالى 30 متراً في الزاوية اليسرى العليا لمرمى المنتخب الأميركي الجنوبي. وفي حال نجح المنتخب الهولندي في رفع الكأس الغالية للمرة الأولى في تاريخه اليوم على ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ، سيعلن برونكهورست نهاية المشوار بأفضل طريقة ممكنة، شريطة ألا يرتكب اي هفوة، وكان «جيو» موجوداً مع المنتخب عندما وصل إلى نصف نهائي مونديال 2002، قبل أن يخرج على يد البرازيل بركلات الترجيح، لكن منتخب «الطواحين» حقق ثأره في جنوب افريقيا من «السيليساو» وأطاح به من ربع النهائي بالفوز عليه (2-1)، كما كان مع المنتخب في مونديال ألمانيا 2006، عندما توقف مشوار الهولنديين في ربع النهائي على يد البرتغاليين، ولم تكن المشاركة الاوروبية اكثر نجاحاً بالنسبة لبرونكهورست ومنتخب بلاده، إذ توقف مشوارهم في نصف النهائي خلال كأس اوروبا 2000 و2004 وفي ربع النهائي في نسخة ال 2008، إذ قدموا اداء رائعاً في دور المجموعات بفوزهم الساحق على الايطاليين (3- 0) وعلى الفرنسيين (4-1)، قبل أن يخرجوا على يد روسيا (1-3 بعد التمديد)، لكن يبدو ان المونديال الاول على الاراضي الافريقية فأل خير للمنتخب «البرتقالي» ولبرونكهورست، الذي استهل النسخة ال 19 بإنجاز منذ المباراة الاولى امام الدنمارك (2- 0)، إذ أصبح رابع لاعب هولندي يصل الى حاجز ال 100 مباراة دولية، وهو يدخل الى النهائي في المركز الثالث ب105 مباريات، متقدماً على فيليب كوكو (101) وخلف الحارس ادوين فان در سار (130) وفرانك دي بور (112).