اتهمت موسكو الحلف الأطلسي بإثارة «هستيريا» حول «تهديد روسي»، وتعهدت مواجهة محاولات الغرب «ردعها وتطويقها»، محذرةً الحلف من نشر قوات دائمة في البحر الأسود. في المقابل، أقرّ «الأطلسي» رزمة مساعدات موسّعة لكييف، واتهم روسيا بانتهاك وقف النار في شرق أوكرانيا، مكرراً دعوته إياها إلى سحب قواتها وعتادها من البلد المجاور. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «الولاياتالمتحدة وحلفاءها يحاولون خلق جبهة ردع ضد روسيا»، لافتاً إلى أن «الفلسفة السياسية الخارجية التي تلتزمها روسيا، تستند إلى الدفاع عن مصالح البلاد». وأكد أن موسكو «لن تنجرّ إلى مواجهة مع الولاياتالمتحدة والأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكنها ستكون قادرة في كل الظروف، على ضمان أمن البلاد ومواطنيها». وشدد على أن موسكو ستواجه محاولات «الردع والتطويق» التي ينفّذها الغرب، مستخدماً «أدوات الحرب الباردة». وحضّ الغرب على أن يدرك «النتائج المدمرة للنهج المتساهل مع المتطرفين (في أوكرانيا)، وأن يسعى لكي تمتثل كييف في شكل صارم، لتنفيذ اتفاقات مينسك» لوقف النار. وعلّق ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية على تصريح للأمين العام ل «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ، اعتبر أن مناورات عسكرية مفاجئة أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنفيذها، «تقوّض الشفافية»، معتبراً أن «هدفها إبقاء ذعر من روسيا وصورة العدو الغادر». وشدد على أن هذه المناورات «لا تنتهك الاتفاقات والمعاهدات الدولية»، لافتاً إلى أن موسكو أبلغت الغرب في شأنها، وإنْ «لم تكن مُلزمَة بذلك». وسخر من «هستيريا ترهيب من روسيا، قبل قمة الحلف (الشهر المقبل)»، معتبراً أن هدفها هو «إثارة ذعر لتأمين موازنات عسكرية ضخمة لمحاربة تهديد عسكري روسي وهمي». في الوقت ذاته، حذر مسؤول في الخارجية الروسية «الأطلسي» من نشر قوات دائمة في البحر الأسود، معتبراً أن ذلك «سيزعزع الاستقرار، إذ إنه ليس بحر الحلف». في المقابل، أقرّ وزراء دفاع دول الحلف رزمة مساعدات موسّعة لأوكرانيا، هدفها «إقامة هياكل دفاعية وأمنية أكثر فاعلية»، وتعزيز السيطرة المدنية على القوات المسلحة الأوكرانية، كما قال ستولتنبرغ. وحض روسيا على أن «تكفّ عن دعمها الناشطين (الانفصاليين)، وأن تسحب قواتها وعتادها العسكري من أوكرانيا». واتهم موسكو بانتهاك وقف النار في أوكرانيا «مراراً وتكراراً»، وب «دعم الانفصاليين بالعتاد والأسلحة، وحشد قوات على طول الحدود الأوكرانية». على صعيد آخر، كرّرت موسكو شروطها لتطبيع علاقاتها مع أنقرة، بعد توجيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة تهنئة إلى بوتين، أبدى فيها رغبة في تطبيع العلاقات بين البلدين. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بلاده «ترغب في تطبيع العلاقات مع تركيا، وعودتها إلى سابق عهدها من التعاون الجيد»، مستدركاً: «أوضح الرئيس بوتين بما فيه الكفاية، أن أي تطبيع للعلاقات لن يكون ممكناً قبل أن تتخذ أنقرة خطوات محددة»، في إشارة إلى إصرار موسكو على اعتذار أنقرة ودفعها تعويضاً عن إسقاط مقاتلة روسية فوق الحدود السورية. وأشار بيسكوف إلى أن «رسالة التهنئة بالعيد الوطني التي وجّهها الرئيس التركي، بروتوكولية لا تتطلّب رداً»، وأسِف لأنها «لم تتضمّن نقاطاً جوهرية». تزامن ذلك مع حديث جميل إرتيم، مساعد أردوغان، عن توقعات قوية في شأن تحسّن العلاقات مع موسكو.