وسط تشكيك الولاياتالمتحدة بالتزام روسيا تعهّدها بموجب اتفاق جنيف الذي وُقع الخميس الماضي، إنهاء تحرّكات الانفصاليين الذي يحتلون مقار إدارية وأمنية شرق أوكرانيا، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن «لا شيء يمنع تطبيع العلاقات بين موسكو والغرب وحصول تعاون طبيعي، لكن هذا الأمر رهن شركائنا» (راجع ص 8). ولم يحدد بوتين إجراءات الغرب لتحسين علاقته بروسيا، لكن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أشار إلى أن «قلة احترام الغرب الذي يعامل روسيا كأنها تلميذ مذنب عامل مهم». واعترف بيسكوف للمرة الأولى بتمركز قوات روسية قتالية على حدود أوكرانيا «كإجراء احترازي طبيعي لضمان أمننا». واعتبر الرئيس الروسي أن العلاقات «ستكون أفضل» مع الحلف الأطلسي (ناتو) بعد تولّي الأمين العام الجديد رئيس الوزراء النروجي السابق ينس ستولتنبرغ منصبه في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، لأنه «شخص في غاية الجدية والمسؤولية». وكان بوتين اتهم الأسبوع الماضي الأمين العام الحالي للحلف أندرس فوغ راسموسن بتسجيل محادثة هاتفية أجريت بينهما سراً، لدى تولّيه منصب رئيس وزراء الدنمارك، وهو ما نفاه. وفي مؤشر إلى صعوبة تسوية وضع شبه جزيرة القرم التي لم يعترف الغرب بانفصالها عن أوكرانيا، قرر بوتين منح أوسمة للروس الذين خدموا في الجيش أثناء السيطرة على القرم، رافضاً انتقاد استفتاء شبه الجزيرة على الاستقلال، «إذ صوّت 83 في المئة من ناخبي الإقليم، وهذه النسبة يصعب ترتيبها». إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية استعداد موسكو لتقديم «أوسع دعم لعملية تسوية أزمة أوكرانيا»، والتي طالبت بأن يتولاها مواطنو هذا البلد بالتعاون مع بعثة مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. في المقابل، أفادت وزارة الخارجية الأوكرانية بأن «كييف تتخذ إجراءات لنزع فتيل التوتر في الشرق، وتنفيذ اتفاق جنيف»، مشيرة إلى وقف المرحلة النشطة للعملية العسكرية شرق البلاد وإعداد مشروع قانون للعفو عن المشاركين في الاضطرابات. لكن قائد الجيش الأوكراني السابق فولودمير زمانا، قال إن «كييف يجب أن تُعد إجراءات مطابقة للتصدّي لتدخّل روسي محتمل، إذ تتضاعف أعمال التخريب ليس فقط في الشرق بل في الجنوب أيضاً». وزاد: «على رغم محاولات التوصل إلى حلّ ديبلوماسي فلا نتيجة حتى الآن». وزارت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، المرشحة للانتخابات الرئاسية في 25 أيار (مايو) المقبل، دونيتسك (شرق) حيث تحدثت «ساعات» مع انفصاليين يحتلون مقر الإدارة الإقليمية. وأكدت أن «الحوار بدأ» و «التسوية ممكنة»، متعهّدة عقد طاولة مستديرة الأسبوع المقبل بمشاركة ممثلي جماعات الانفصاليين في الشرق، وآخرين من غرب البلاد ووسطها، إضافة إلى سياسيي الكتل، ل «العمل لمصلحة الناس».