أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس أن الاجتماع الأول منذ نحو سنتين لمجلس «الأطلسي» - روسيا فشل في تسوية «خلافات عميقة» بين الجانبين. وكان مندوبو الحلف وروسيا يجتمعون بانتظام في إطار هيئة المجلس، إلى حين اندلاع الأزمة الأوكرانية التي أعادت الأجواء إلى ما يشبه حقبة الحرب الباردة. وجمّد «الأطلسي» كل تعاون عملي مع موسكو، احتجاجاً على ضمّها شبه جزيرة القرم وعلى هجوم شنّه الانفصاليون الموالون لها في شرق أوكرانيا ربيع عام 2014. ولم يحصل تواصل بين الطرفين، باستثناء لقاءات تبعتها تعليقات حادة، بين ستولتنبرغ ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال ستولتنبرغ بعد اللقاء في بروكسيل أمس: «عقدنا اجتماعاً صريحاً وجدياً، يمكنني القول إنه كان جيداً جداً». واستدرك: «لدينا خلافات عميقة ومستمرة، والاجتماع لم يغيّر شيئاً». وأضاف أن «الاجتماع أعاد التأكيد على أننا لا نتفق على الوقائع وعلى مسار الأمور وعلى المسؤوليات في أوكرانيا وفي شأنها. حلفاء كثيرون لا يتفقون مع روسيا عندما تحاول تصوير الوضع على أنه حرب أهلية. روسيا هي التي تقوّض استقرار شرق أوكرانيا، وتقدّم دعماً وذخيرة وتمويلاً وعتاداً للانفصاليين، فضلاً عن القيادة والتحكّم». وكان ستولتنبرغ قال قبل اللقاء أن مندوبي الحلف يأملون بإيجاد «آليات معززة لخفض الأخطار المرتبطة بالنشاطات العسكرية، مثل التي شهدناها في بحر البلطيق من حوادث خطرة في الأيام الأخيرة»، حين حلقت مقاتلات روسية فوق سفينة أميركية ثم قرب طائرة استطلاع أميركية. وشدد على أن «الحلف لا يسعى إلى حرب باردة جديدة، ولا يريد سباقاً جديداً إلى التسلّح». في المقابل، أسِف المندوب الروسي لدى «الأطلسي» ألكسندر غروشكو لأن «العلاقات بين الحلف وروسيا سيئة جداً»، مندداً ب»منطق الردع» لدى الحلف. وبرّر ستولتنبرغ الأمر بأنه «إجراء دفاعي متوازن وردّ مباشر على الموقف العدائي لروسيا الذي شهدنا عليه في أوكرانيا». واتهم غروشكو واشنطن بمحاولة «الضغط عسكرياً» على موسكو، من خلال إبحار مدمّرة أميركية تحمل صواريخ موجّهة، قرب مدينة كاليننغراد الأسبوع الماضي. وتابع أنه لا يتوقع تحسناً في العلاقات بين موسكو والحلف، إلى أن يقلّص الأخير نشاطاته العسكرية على حدود روسيا، وزاد: «سنتخّذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة، لمواجهة محاولات استخدام القوة العسكرية». في موسكو، قال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان مارك آرولت: «قبلنا اقتراحاً من الحلف الذي بادر إلى تجميد الاتصالات، ويعتبر الآن أن من الضروري إعادة الاتصالات معنا». وسلّم آرولت لافروف دعوة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة باريس في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. إلى ذلك، قُتل ثلاثة جنود من القوات الحكومية خلال 24 ساعة في شرق أوكرانيا، فيما اقترحت المفوضية الأوروبية إعفاء المواطنين الأوكرانيين من تأشيرات الدخول إلى الاتحاد، بعدما طبقت كييف إصلاحات «صعبة وواسعة».