ابدى الفلسطينيون عدم ارتياحهم من دعوة الرئيس باراك اوباما للانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، في وقت اعلن الرئيس محمود عباس امس انه ينتظر «اشارات» اسرائيلية في شأن مسائل الامن والحدود قبل القبول باستئناف المفاوضات المباشرة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عباس قوله خلال زيارة رسمية لإثيوبيا: «مستعدون للمشاركة في محادثات مباشرة اذا تلقينا اشارات من الاسرائيليين في شأن مسألتين: الحدود والامن». واضاف امام الصحافيين متحدثاً بالإنكليزية في اختتام لقائه في اديس ابابا مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي: «عرضنا اقتراحاتنا على الاميركيين والاسرائيليين، وننتظر رد الفعل الاسرائيلي». وفي رام الله، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات ان الطرف الذي يغلق الطريق امام المفاوضات المباشرة هو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يرفض تجميد الاستيطان والعودة الى استئناف المفاوضات من النقطة التي توصلت اليها في عهد الحكومة السابقة. واضاف: «العالم كله يعرف، بما فيه الادارة الاميركية، ان الطرف الذي يعيق التقدم في المفاوضات هو نتانياهو وليس نحن». وتابع: «نحن فعلا مهتمون بالانتقال الى المفاوضات المباشرة، لكن نتانياهو يسد الطريق علينا برفضه وقف الاستيطان والاعتراف بحدود عام 1967 حدوداً بين الدولتين فلسطين واسرائيل». وكان الرئيس الاميركي دعا الفلسطينيين أمس عقب لقائه نتانياهو في واشنطن الى الانتقال من المفاوضات غير المباشرة. وجاء طلب اوباما بعد اخفاق المبعوث الاميركي جورج ميتشل في حمل نتانياهو على فتح الملفات التفاوضية المطروحة امام المفاوضات غير المباشرة، خصوصاً ملف الحدود. وعرض ميتشل على الجانب الفلسطيني ان تمدد اسرائيل التجميد الجزئي للبناء في مستوطنات الضفة في مقابل انتقالهم الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. ويجد عباس نفسه امام خيارين صعبين عقب هذا التطور، فإما ان يرفض قبول الطلب الاميركي بالانتقال الى المفاوضات المباشرة، الأمر الذي سيؤدي الى الغاء اسرائيل للتجميد الموقت والجزئي للبناء الاستيطاني، او ان يقبل الانتقال الى المفاوضات المباشرة والدخول تالياً في حلقة مفرغة من المفاوضات المتواصلة من دون نتائج، الامر الذي يؤدي مع الوقت الى تآكل شرعية وصدقية القيادة الفلسطينية امام جمهورها.