حققت المملكة العربية السعودية أعلى درجات الالتزام بالتوصيات ال 40 المتعلقة بمكافحة غسل الأموال، والتوصيات الخاصة التسع المتعلقة بمكافحة تمويل الإرهاب، بحسب تقرير دولي اعتمدته مجموعة العمل المالي (فاتف) ومجموعة العمل المالي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينافاتف). ووضع التقرير المملكة في المرتبة الأولى عربياً، وأحد المراكز العشرة الأولى في ترتيب دول مجموعة العشرين. واعتمدت مجموعة العمل المالي (فاتف) تقرير تقويم المملكة في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب خلال اجتماعها الذي عقد في أمستردام خلال الفترة من 23 إلى 25 حزيران (يونيو) 2010، بعد اعتماده من مجموعة العمل المالي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينافاتف) خلال اجتماعها الذي عقد خلال الفترة من 2 إلى 5 أيار (مايو) 2010 في تونس. وعبر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي رئيس اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال الدكتور محمد الجاسر عن تقديره لاعتراف المجتمع الدولي بجهود المملكة المبذولة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مؤكداً أن هذا الإنجاز جاء نتيجة لحرص وتوجيه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة ودعم ولاة الأمر، وتعاون الوزارات والجهات الحكومية، خصوصاً الممثلة في اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال. وقال: «إن اعتماد تقرير التقويم هو اعتراف دولي بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من أولوية عالية والتزام مستمر بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وإدراك لما تمثله هاتان الجريمتان من مخاطر على النظام المالي وغير المالي المحلي والإقليمي والعالمي، ويأتي اعتماد التقرير تأكيداً لسلامة موقف المملكة والإجراءات المتخذة تجاه جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب المستمد من التزامها بالشريعة الإسلامية السمحة وتطبيق قرارات الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن وتطبيق أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال». وأضاف: «تحقق هذا التقويم الإيجابي بفضل من الله ثم بفضل التنسيق بين الجهات ذات العلاقة ومن خلال تشكيل عدد من فرق العمل المختصة ومن خلال الإطار المؤسسي الفعال لمكافحة غسل الأموال وتميل الإرهاب الفعال من الجهات المعنية من الوزارات والأجهزة الأمنية والقضائية وأجهزة التحقيق والإدعاء العام ومؤسسات القطاع والأعمال والمهن غير المالية». وأشار إلى أن ما تحقق جاء نتيجة لاتخاذ الجهات المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في المملكة إجراءات تطويرية عدة، من ضمنها إصدار اللوائح والتعليمات الموجهة للجهات الخاضعة لإشرافها سواء مؤسسات مالية أو غير مالية، والتأكد من احتوائها على أهم المستجدات ذات العلاقة والتأكد من فاعلية تطبيقها. وقامت حكومة خادم الحرمين الشريفين بدور بارز في دعم الجهود الدولية والإقليمية في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إذ انضمت لعدد من الاتفاقات الثنائية والإقليمية والدولية في مجال مكافحة الجريمة بصفة عامة، وجرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب بصفة خاصة، وعملت على تطوير الإطار المؤسسي لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب على مستوى الهياكل الإدارية للأجهزة المعنية ورفع مستوى كفاءة وفاعلية وحدات العمل فيها وأنشأت وحدات خاصة بمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب في الجهات الإشرافية وطورت وحدات المكافحة في القطاعات المالية وغير المالية. وقال الجاسر إن المملكة أصدرت عدداً من القواعد والتعليمات والأدلة الاسترشادية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وحدّثت القواعد والأدلة الاسترشادية ذات العلاقة مثل معايير «اعرف عميلك» وإرشادات الرقابة الداخلية ومكافحة عمليات الاختلاس والاحتيال المالي وتعيين الموظفين القياديين وأنشأت وحدات التزام في المنشآت، إضافة إلى إجراء عمليات تفتيش عامة وخاصة لأغراض التحقق من التزام الجهات الخاضعة لإشرافها بالتعليمات الصادر بهذا الشأن». وأضاف: «كما ضاعفت المملكة جهودها في مجال التوعية والتدريب من خلال المؤتمرات الدولية والمحلية للجهات ذات العلاقة حيث عقد العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية لموضوع غسل الأموال وتمويل الإرهاب شارك فيها عدد من الخبراء الدوليين وتمت دراسة والاستفادة مما خلصت إليه من توصيات ومواثيق وإعلانات واستراتيجيات». وعد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي نتيجة التقويم الإيجابية محفزاً ومشجعاً لاستمرار تنفيذ خطط التطوير والعمل بشكل مستمر ومتواصل لمحاربة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب حفاظاً على سلامة الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته المالية وغير المالية من المؤثرات السلبية.