سقط العشرات، بين قتيل وجريح، في هجمات تبناها «داعش» طاولت وسط بغداد، فيما تفاعلت قضية الانتهاكات ضد نازحين من أهالي الفلوجة، وطالب اتحاد القوى السنية بسحب فصائل «الحشد الشعبي» من الأنبار. إلى ذلك، يستعد تيار الصدر لتظاهرة اليوم مهد لها بإغلاق مقارّ أحزاب ليفتح الباب لاحتمالات مواجهات شيعية - شيعية. وتبنى «داعش»، في بيان أمس، هجومين متزامنين في منطقة بغداد الجديدة، أسفرا عن سقوط نحو 90 قتيلاً وجريحاً، بعد يوم من تفجير استهدف وسط كربلاء، وأدى إلى قتل وجرح نحو 65 شخصاً، وذلك في حملة جديدة تبدو رد فعل عن خسائره في غرب البلاد، وفي محاولة لتوسيع نطاق هجماته خارج نطاق ساحات القتال، خصوصاً في الفلوجة التي أكدت «خلية الإعلام الحربي» السيطرة على مدخلها الجنوبي أمس. وتتزامن هجمات التنظيم مع تظاهرات يستعد أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر لإطلاقها اليوم باسم «الثورة الشعبية»، ولا يستبعد ناشطون أن تشهد اقتحامات جديدة للمنطقة الخضراء. وكانت بغداد شهدت خلال اليومين الماضيين حملات ليلية لأنصار الصدر الذين حاولوا إغلاق مراكز الأحزاب، في العاصمة وفي مدن الجنوب، ما يفتح الباب لصراعات جديدة، خصوصاً إذا دخلت فصائل «الحشد الشعبي»، وهي أجنحة عسكرية لهذه الأحزاب، في مواجهات مع «سرايا السلام» وهي الجناح العسكري لتيار الصدر. وتتعرض فصائل «الحشد الشعبي» المتمركزة عند أطراف الفلوجة لانتقادات شديدة، على خلفية انتهاكات استهدفت سكان فارون من مناطق الكرمة والصقلاوية. وانتقد رئيس البرلمان سليم الجبوري، خلال زيارة الفلوجة واجتماعه مع شيوخ عشائر أمس «الخروق التي رافقت عمليات تحرير الفلوجة»، واستنكر ما «تعرض له بعض النازحين». وأكد وقوف مجلس النواب «معهم للكشف عن الجهات التي ارتكبت الانتهاكات». وأضاف: «لا نريد أن تصل رسائل سلبية إلى أهالي المناطق التي لم تحرر حتى الآن». إلى ذلك، اتهمت كتلة «تحالف القوى العراقية» التي تضم القوى السنية «كتائب حزب الله»، و»رساليون» بارتكاب «انتهاكات ضد النازحين»، وأعلنت في بيان أن تلك المجموعات «استغلت عمليات التحرير للبطش بمن ائتمنهم على حياته من المواطنين المدنيين الذين لجأوا إلى الممرات الآمنة وكانوا يحسنون الظن بمن قال إنه جاء لتحريرهم من الإرهاب فإذا بهم لا يقلون وحشية عن الإرهابيين حيث وجدوا الموت والتعذيب والحط من الكرامة ينتظرهم على يد هؤلاء الأوغاد الذين استغلوا شعار مكافحة الإرهاب ليمارسوا تحتها كل حقدهم بما فيه دفن المواطنين وهم أحياء أو وضعهم تحت الدبابات وغيرها من طرق القتل». في المقابل نفى بيان ل «الحشد الشعبي» ارتكابه انتهاكات ضد السكان في الفلوجة. وطالب الجهات التي تروج هذه الإتهامات بتقديم أدلة تثبتها.