تقترب قوات الجيش العراقي من السيطرة على منطقة الكرمة الاستراتيجية في الأنبار، وهي على حدود محافظتي بغداد وبابل. وأعلن فصيل «كتائب حزب الله» انسحاب مقاتليه من أطراف الفلوجة، واتهم الحكومة بإهمالهم. وقال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الأنبار، في اتصال مع «الحياة» أن «القوات الأمنية حققت تقدماً كبيراً في قاطع شرق الفلوجة»، وأضاف أن «ناحية الكرمة الاستراتيجية التي يستخدمها داعش لتأمين إمداداته في الرمادي والصقلاوية والخالدية وبغداد ستصبح تحت سيطرة الجيش قريباً». وأوضح أن «وحدات قتالية من قيادة عمليات الأنبار، بمشاركة عمليات بغداد، تمكنت من تحرير مناطق البوخفتر والبوسودة والبو جاسم والبوعساف واللهيب والجزيرة والشهابي، وأصبحت على بعد كيلومتر من مركز الناحية». وأشار إلى أن «تحرير الكرمة سيؤمن حدود بغداد الغربية ويقيد داعش في منطقة الجزيرة، شمالاً، والصقلاوية غرباً والفلوجة جنوباً»، وزاد إن «السيطرة على الناحية سيمهد للهجوم على الفلوجة». في الرمادي، قالت مصادر أمنية إن عناصر «داعش» حاصروا أمس مقراً لقوات الجيش في منطقة ناظم الثرثار من كل الجهات، ما أدى إلى قطع خطوط الإمدادات التي كانت تصل إلى المقر. وأضافت أن «القوات العسكرية في المقر تعمل على حماية المناطق الصحراوية الفاصلة بين حدود الأنبار وسامراء»، وحذرت «من تعرض هذه القوة لهجوم التنظيم عليها». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أمس أن «قوات الرد السريع، بدعم من مقاتلي العشائر تمكنت من تطهير جسر الحوز والمناطق المحيطة به والشارع الرئيسي الذي يربطه بمستشفى الرمادي، فضلاً عن تفكيك 30 منزلاً مفخخاً». وأضافت أن العملية شهدت أيضاً، تفكيك أكثر من 50 عبوة ناسفة إضافة إلى البراميل المفخخة التي زرعت داخل مسجد الحسن وسط المدينة، ضبطت مخبأ كبيراً للأسلحة والصواريخ والرمانات اليدوية. إلى ذلك، أعلن فصيل «كتائب حزب الله» أن مقاتليه «سينسحبون من جنوب شرقي الفلوجة، وكان يقاتل في هذه المنطقة وفيها أهم خمسة محاور». وأوضح الفصيل في بيان أن «الحكومة وهيئة الحشد الشعبي لم يقدما أي دعم لنا في الأنبار، بل اعتمدنا على جهدنا الذاتي وإمكاناتنا الخاصة في معاركنا ضد داعش». وأشار إلى أن «الحكومة غير راغبة في الاستماع إلينا، خوفاً من تحسس الأميركيين، وأبلغناها أننا سننسحب من جنوب شرقي الفلوجة إذا لم تضع حداً لهذه المهزلة، وليحمِ الأميركيون شمال العامرية ومعسكر طارق ومطار بغداد». ونشرت فصائل شيعية مقاتليها، بينها «كتائب حزب الله» و «عصائب أهل الحق» و «كتائب الرسالة» في أطراف محافظة الأنبار الشرقية مع بغداد مطلع عام 2014 عندما سيطر «داعش» على الفلوجة، وهدد بالاقتراب من العاصمة.