أكد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، أن ما جاء في تقرير الأممالمتحدة، «الذي زعم أن التحالف ارتكب انتهاكات»، يتناقض مع قرارات الأممالمتحدة نفسها. وقال إن تزامن صدور التقرير مع المشاورات الجارية حالياً في الكويت، يضعف موقف الأممالمتحدة والمبعوث الأممي، ويساوي بين الشرعية والانقلابيين. وترافقت تصريحات عسيري مع إعلان وفد الحكومة اليمنية المفاوض في الكويت تعليق مشاورات السلام مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في ما يخص الملفين الأمني والسياسي احتجاجاً على التصعيد الميداني للمتمردين واستهدافهم المدنيين في تعز. وفي نيويورك عبرت دول مجلس التعاون الخليجي عن رفضها الكامل لاتهامات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لقوات التحالف باستهداف المدنيين والأطفال في اليمن وقررت مجتمعة أمس طلب عقد اجتماع عاجل معه لطلب تصحيح ما جاء في التقرير. وشدد السفير السعودي في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي في تصريح الى «الحياة» على أن «من يقتل المدنيين والأطفال هم الحوثيون الذين يستخدمونهم جنوداً وكاسحات ألغام ويمارسون القصف الهمجي على الأحياء السكنية». وأكد أن قوات التحالف في المقابل «تسعى الى قصف الأهداف العسكرية بأقصى قدر من الدقة والحذر». وفي ما يتعلق بمساواة تقرير الأممالمتحدة بين التحالف والميليشيات الحوثية، علق العميد ركن عسيري في حديث الى موقع «العربية نت»، بأن التقرير يساوي للأسف بين شرعية الحكومة والميليشيات الانقلابية التي كانت سبباً رئيساً في ما يحدث في اليمن من عدم استقرار وفوضى، كما أن الأممالمتحدة الآن في وقت يجب أن تدعم شرعية الحكومة اليمنية، وأن تتعامل معها، تستقي معظم معلوماتها التي بنت عليها هذا التقرير من مصادر مقربة من الميليشيات الحوثية، وهذا يضلل تقارير الأممالمتحدة والرأي العام اليمني والدولي. وأضاف عسيري: «التحالف منذ اليوم الأول للعمليات سعى الى التعامل في شكل إيجابي مع جميع الهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، لتطوير برامج تهدف إلى حماية المواطنين اليمنيين، وفي مقدمهم الأطفال، ومنها البرنامج الذي وقّع مع اليونيسيف بكلفة 30 مليون دولار، دفعها مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية. وتمنى أن يركز تقرير الأممالمتحدة على نتائج هذا البرنامج، وكيف تصرفت الأممالمتحدة بهذه الأموال لحماية الأطفال باليمن». وقال المتحدث باسم قوات التحالف: «التقرير لم يوضح الأرقام التي زود بها من الحكومة اليمنية الشرعية، التي تبرز توظيف الميليشيات الحوثية للأطفال بساحات القتال، ولم يبرز عدد الأطفال الذين قتلوا جراء استخدامهم في القتال وزراعة الألغام ونقل الذخائر والمتفجرات». وأضاف عسيري: «التقرير غير متوازن، ولا يعتمد على إحصاءات موثوقة، ولا يخدم الشعب اليمني، ويضلل الرأي العام بأرقام غير صحيحة، تعتمد في معظمها على معلومات من جهات تابعة للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح، في وقت كنا ننتظر من الأممالمتحدة أن تعتمد على إحصاءات الحكومة اليمنية الشرعية، وأن تدعم شرعية تلك الحكومة. كما كنا ننتظر من الأممالمتحدة أن تثمن جهود التحالف في الحفاظ على الشرعية اليمنية، وفي إيصال جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، للوصول إلى حل سياسي للوضع في اليمن وفقاً للقرار الأممي». وكان سفراء دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا أمس اجتماعاً في مقر بعثة المجلس في نيويورك وأكدوا في ختامه أنهم «يرفضون رفضاً تاماً التقرير غير المنصف وغير المتوازن، الذي لا يحتوي أي مبررات إو إثباتات للتهم الموجهة ضد قوات التحالف». وقال السفير السعودي عبدالله المعلمي ل «الحياة»: «سنلتقي مع الأمين العام بان كي مون وسنقدم تقارير مكتوبة له من قيادة قوات التحالف توضح أنه لم يكن هناك إطلاقاً أي استهداف للمدنيين بصفة عامة، والأطفال بصفة خاصة، والمدارس» في اليمن من جانب العمليات العسكرية لقوات التحالف. وأشار المعلمي في مؤتمر صحافي مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الى أن وفد مجلس التعاون سيحاول أن يلتقي معدة التقرير مبعوثة الأمين العام لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي «لنستوضح منها ونوضح لها الحقائق، وأن ما جاء في التقرير هو مجرد تقديرات خاطئة». وأكد المعلمي أن «ما نتوقعه من بان كي مون هو تصحيح التقرير». وأضاف: «نريد من الأمين العام أن يصحح التقرير، ونؤمن أن المعلومات غير صحيحة، وهو يعبر عن رأي الأمين العام ولا تترتب عليه تبعات قانونية، ولذلك لا ينبغي أن يعطى أكثر من حجمه». ميدانياً سيطرت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني أمس على مواقع جديدة في جبهات تعز والضالع ونهم ومأرب بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، خلفت عشرات القتلى والجرحى. وفيما أعلن وفد الحكومة اليمنية المفاوض في الكويت تعليق مشاورات السلام مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في ما يخص الملفين الأمني والسياسي احتجاجاً على التصعيد الميداني للمتمردين واستهدافهم المدنيين في تعز، لم تسفر المشاورات في شأن ملف الأسرى والمعتقلين عن أي تقدم بسبب العراقيل التي وضعها وفد الانقلابيين وتقديمهم لائحة تضم مئات الأسماء الوهمية أو ممن سقطوا خلال المعارك. وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأنها «نفذت هجوماً عكسياً واسعاً ضد ميليشيا المتمردين في مديرية الوازعية غرب محافظة تعز، وكشفت أن المعارك في مناطق الوازعية أدت إلى مقتل وجرح عشرات المسلحين من الحوثيين وقوات صالح وتدمير آليات لهم، في حين أكدت مقتل سبعة وإصابة 20 آخرين من الجيش والمقاومة الشعبية. وفي مدينة تعز أفادت المصادر بأن ميليشيا المتمردين واصلت قصف الأحياء السكنية عشوائياً في وقت تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التقدم في الجبهة الشرقية في مناطق «الجحملية وثعبات».