أبرمت شركة أرامكو السعودية مذكرة تفاهم مع شركتي «جنرال إلكتريك» و«سيفيدال إس.بي.أ» الإيطالية، لإنشاء مصنع لصب وتشكيل المعادن، يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف دعم توطين الصناعات في قطاعي الطاقة والصناعة البحرية، وسيؤسس هذا المرفق الجديد لاستثمار مشترك بأكثر من 1.5 بليون ريال (400 مليون دولار)، في منطقة رأس الخير ضمن المنطقة الصناعية للهيئة الملكية للجبيل وينبع. وفي حال تم الاتفاق على إنشاء المصنع، ينتظر أن يبدأ تشغيله في عام 2020، وأن يسهم في خلق نحو 2000 وظيفة للسعوديين. وقال النائب الأعلى للرئيس للمالية والاستراتيجيات والتطوير في «أرامكو السعودية» عبدالله السعدان، إن «مذكرة التفاهم تعكس تطلعاتنا لخلق سلسلة إمداد قادرة على تعزيز التكامل في قطاع الطاقة، بما يتواءم مع رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى تعزيز التنوع الاقتصادي والصناعي في المملكة، ودعم توطين الصناعات». من جانبه، قال الرئيس كبير الإداريين التنفيذيين لشركة جنرال إلكتريك للنفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا رامي قاسم: «إننا سنعمل على الاستفادة مما لدينا من خبرات سعودية في التصنيع، بشكل يحفز الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة في دعم أعمال المصنع، إضافة إلى تدريب المهنيين السعوديين وتوظيفهم، بما يسهم في زيادة القيمة المضافة للاقتصاد. وسيتيح بناء وحدة إنتاج محلية لصب وتشكيل المعادن للعملاء في السعودية والمنطقة رفع كفاءاتهم التشغيلية في مجال توريد المنتجات والإصلاح والخدمات المساندة». وتتماشى مذكرة التفاهم مع نهج الشراكة الأولية بين «أرامكو السعودية» و«سيفيدال»، وهي إحدى شركات الإنتاج الأوروبية الرائدة في مجال الفولاذ والحديد المصبوب، لإجراء دراسات جدوى لخدمات صناعة صب وتشكيل المعادن في المملكة. وانضمت «جنرال إلكتريك» لهذه المذكرة لتقديم خبراتها والاستثمار في إنشاء مصنع وفق معايير عالمية عبر الدخول في مشروع مشترك بين الكيانات الثلاثة. وينسجم مشروع إنشاء مصنع لصب المعادن وتشكيلها مع خطط «أرامكو السعودية» الرامية إلى تطوير مشاريع صناعية في المملكة، بما في ذلك مشروع الصناعات البحرية. إلى ذلك، اجتمع أكثر من 300 من كبار رواد الأعمال من أكثر من 20 دولة في الرياض أمس في فعاليات المنتدى العالمي للموردين الذي نظمته شركة «جنرال إلكتريك»، وبحث في الفرص المهمة المتاحة حالياً لتطوير سلاسل توريد عالية القيمة، تكون المملكة مركزها الاستراتيجي الدولي. وقال وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي إن هذا الحدث الكبير يقدم منطلقاً نحو بناء سلاسل توريد عالمية متكاملة، تكون المملكة محورها الاستراتيجي، إذ تقدم المملكة بيئة استثمارية وتجارية تنافسية، تشهد نمواً وتطوراً كبيرين في ضوء الإعلان عن رؤية السعودية 2030. بدوره، قال المدير العام للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) المهندس صالح الرشيد، إن «رؤية 2030» ترسم خريطة طريق واضحة المعالم نحو التنويع الاقتصادي والصناعي في المملكة، ولعبت «مدن» دوراً جوهرياً في دعم مسيرة التحول الصناعي الوطنية، عبر التركيز على تأسيس مدن صناعية حيوية من شأنها الإسهام في توفير فرص العمل للسعوديين، بالتزامن مع تعزيز خطوط الإمداد، وتنويع القطاعات الصناعية. وتضمن «منتدى جنرال إلكتريك العالمي للموردين» ثلاث جلسات نقاشية، بمشاركة نخبة من المسؤولين السعوديين. وأشار نائب رئيس مجلس الإدارة في شركة جنرال إلكتريك جون رايس إلى أن «تنظيم المنتدى في المملكة يؤكد التزامنا الجاد والمستمر بدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الإمكانات الصناعية المحلية وتنويعها في المملكة». وبيّن أن «رؤية 2030» رسمت معالم واضحة لمسيرة التنمية الوطنية، ويتيح المنتدى لكبرى الشركات العالمية مجال التعرف على الفرص المتاحة في المملكة، وبالتالي تعزيز وجودها في هذه السوق الحيوية.