شنت «البيشمركة» أمس هجوماً واسع النطاق لاستعادة قضاء سنجار، غرب نينوى، من سيطرة «داعش»، بمشاركة قوات شعبية إيزيدية وكردية سورية تابعة ل «حزب العمال الكردستاني»، بغطاء من طائرات التحالف الدولي، وأكدت مصادر عسكرية تحقيق مكاسب ميدانية والسيطرة على طريق استراتيجي يربط الموصل بمدينة الرقة السورية. وكان التنظيم اقتحم قضاء سنجار وهو ثالث أكبر قضاء في العراق وتقطنه غالبية من الإيزيديين مطلع آب (أغسطس) العام الماضي، وأقدم على قتل نحو 1300 من سكانه، واعتقل أكثر من 5000 آخرين، بينهم نساء استخدمن سبايا، وأطفال زجوا لاحقاً في معسكرات تدريب لمصلحة التنظيم، على ما أفادت هيئة شؤون الإيزيديين في حكومة إقليم كردستان. وجاء في بيان ل «مجلس الأمن» في كردستان أن «7500 عنصر من البيشمركة بدأوا عملية لاستعادة سنجار من ثلاثة محاور، بدعم من مقاتلات التحالف الدولي وبإشراف من رئيس الإقليم مسعود بارزاني، لمحاصرة داعش وقطع طريق إمداده بين العراق وسورية، وتأمين المنطقة وعزلها عن الهجمات وعمليات القصف»، فيما أفادت وسائل إعلام كردية بأن «عديد القوات البرية يتجاوز المعلن، إذا احتسبت أعداد الفصائل المشكلة من المتطوعين الإيزيديين إلى جانب فصائل من الأكراد السوريين الموالية لحزب العمال الكردستاني»، وأعلن قائد قوات حزب «العمال» في سنجار أن «ألفي عنصر من قواته يشاركون في المعركة، وتمكنوا من تحرير مناطق أهمها طريق سنجار تلعفر». وأفاد مصدر عسكري كردي بأن «طائرات التحالف شنت طوال ساعات ليل الأربعاء - الخميس غارات غير مسبوقة، قبل انطلاق الهجوم البري في السابعة صباحاً، وقد حققت البيشمركة مكاسب، تمثلت في تحرير عدد من القرى والسيطرة على طرق رئيسية، أهمها الطريق الرابط بين الموصل ومدينة الرقة السورية، وبين سنجار وقضاء تلعفر، ومعمل الإسمنت»، لافتاً إلى أن «البيشمركة تقدمت بحذر نتيجة اتباع داعش أسلوبه المعتاد في شن هجمات انتحارية باستخدام عربات مفخخة، ناهيك بتفخيخ الطرق والمنازل، وقد تم بالفعل تدمير أكثر من 15 عربة». وأعلنت قوات التحالف أنها شنت 40 غارة جوية استهدفت مواقع «داعش» في قضاءي سنجار وتلعفر. ويدرج خبراء عسكريون معركة سنجار في إطار خطة تستهدف التوجه إلى قضاء تلعفر الرابط بين سنجار والموصل، قبل خوض هجوم مماثل في ناحية القيارة جنوب المحافظة، في إطار معركة مرتقبة لاستعادتها». ونفت قيادة قوات البيشمركة في سنجار عبر بيان أمس «مشاركة عناصر حزب العمال في الهجوم، وما أشيع يهدف إلى التقليل من دورنا، وخلق انقسامات بين الإيزيديين، في محاولة لسرقة الانتصارات، ونتساءل أين كانت تلك القوات منذ سقوط القضاء؟». ويتوقع أن تشهد سنجار صراعات سياسية للسيطرة على الإدارة والنفوذ بين الحزب «الديموقراطي» بزعامة بارزاني، وفصائل إيزيدية وكردية موالية لحزب «العمال» التي تتهم الأول ب «تسليم» سنجار، وتؤكد أنها كانت الوحيدة التي أنقذت مئات المحاصرين في الجبل عبر فتح ممر نحو الجانب السوري.