نفت مصادر حكومية عراقية أن يكون نزوح عشرات العائلات من بعض القرى المحيطة بمحافظة ديالى سببه سوء الأوضاع الأمنية في المدينة، مؤكدة أنه جاء «نتيجة للجفاف الذي تعاني منه تلك القرى والذي تسبب في هلاك المحاصيل الزراعية وعدم توافر مصادر بديلة للمياه». وكانت عشرات العائلات هجرت قرى تابعة لديالى من دون أن تتضح أسباب النزوح. وقالت المصادر ل«الحياة» إن «غالبية العائلات النازحة تعيش في خيام صغيرة نصبتها في بعض الساحات الفارغة في مركز مدينة بعقوبة (55 كلم شمال شرق بغداد)، ووضعت برامج حكومية جادة لإعادة تلك العائلات إلى مناطقها المنكوبة بسبب الجفاف». وأكد مدير الدائرة الإنسانية في وزارة الهجرة والمهجرين سمير الناهي ل «الحياة» إن «رئاسة الوزراء شكلت لجنة متابعة مشتركة داخل مدينة بعقوبة لمساعدة العائلات النازحة». ولفت إلى أن «اللجنة تضم في عضويتها لجنة المصالحة الوطنية التابعة لرئاسة الوزراء وقيادة عمليات محافظة ديالى ومجلس المحافظة، فضلاً عن وزارة الهجرة والمهجرين ووزارة الري». وبيّن أن «وزارة الري قامت بحفر الآبار الارتوازية في القرى المذكورة لتشجيع الاهالي على العودة، كما أقدمت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على تقديم مشاريع لتأهيل القرى المذكورة لتكون صالحة للسكن مجدداً»، فيما قامت «وزارة الهجرة بتوزيع المساعدات على العائلات النازحة والاطمئنان إلى توفير سكن موقت لها لحين الانتهاء من تأهيل القرى». وكان مدير ناحية السلام في بعقوبة حامد هزبر العنبكي أكد لوسائل الإعلام المحلية أمس عودة عشرات العائلات المهجرة إلى ناحية السلام بعد قيام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتأهيل 490 مأوى لها خلال الشهور الماضية، لكنه حذر من أن «استخدام ملف خطير كملف التهجير في إطار الصراعات الخفية بين المسؤولين ومراكز القرار، له مخاطر جدية على الأوضاع العامة في المحافظة برمتها». وتضم ناحية السلام في محافظة ديالى أكثر من 25 قرية، سقطت غالبيتها بيد تنظيم «القاعدة» الذي استغلت مساحتها الشاسعة وبساتينها الكثيفة كملاذات آمنة ونقاط انطلاق لهجماته على المناطق الأخرى. وبعد تحرير المنطقة في عمليات «بشائر الخير» الأمنية، تم العثور على ثماني مقابر جماعية ضمت رفات عشرات من قتلى «القاعدة». وتشكو قرى المنطقة في الوقت الحالي من مشاكل الجفاف التي تسببت في نزوح عشرات العائلات عن المكان بعد تلف المحاصيل. ويعد ملف التهجير الطائفي من بين أبرز الملفات التي تهدد السلم الأهلي في ديالى التي شهدت معارك دامية في إطار الحرب الطائفية في عامي 2006 و 2007 شملت عمليات تهجير جماعي متبادلة.