أوصت مستشارة أسرية، بضرورة استغلال الأسر للعطلة الصيفية المقبلة، وتعويد أطفالهم على ممارسة هواياتهم، التي ربما تكون هي مهنهم ووظائفهم في المستقبل. وشددت على ضرورة «الابتعاد عن الكلمات والتعابير السيئة التي توجه للطفل مثل «أنت طفل سيئ»، أو «غبي وأحمق»، التي رأت أن من شأنها أن «تحطم نفسية الطفل، وتجعله إنساناً عدوانياً»، داعية إلى ضرورة «الإصغاء إلى الطفل وهو يتحدث، ومشاركته الحديث للتعبير عن مشاعره، والتعرف على شخصيته». وقالت المدربة في تنمية الموارد البشرية معصومة العبد الرضاء، في محاضرة عن «تنمية مواهب الأطفال» ألقتها مساء الثلثاء الماضي: «إن الأسرة تتسبب أحياناً في إيجاد معوقات لإبداعات أطفالهم وقتل مواهبهم». وعددت أهم معوقات الإبداع الذاتية، ومنها «معوقات نفسية وأخرى ذهنية»، مشيرة إلى أن من المعوقات النفسية «الخضوع للطرق المألوفة ومقاومة التغيير، ونقص الثقة في النفس بالأفكار والتصورات، والخوف من الأخطاء، والتوبيخ واللوم والسخرية والتقريع، والخوف من الظهور بمظهر الأغبياء، وعدم الجرأة وإعلان الرأي المخالف، في حال وجود رأي يتفق عليه الجميع». أما المعوقات الذهنية، فتتمثل في «السماح للآخرين أن يقرروا له الصواب والخطأ، إذ يؤدي ذلك إلى النظرة السطحية للأمور»، مضيفة أن «هناك معوقات أخرى للإبداع، ومنها: عدم الانتباه لتساؤلات وكلام الطفل، والتوبيخ والصراخ في وجه الطفل الذي يكثر من الأسئلة». ورأت العبد الرضاء، أن من معوقات الإبداع في المجتمع، «عدم وجود المكافآت الملائمة، والمنافسة المضرة في المصلحة العامة، وغياب أنظمة جيدة لاكتشاف المبدعين وتنمية إبداعاتهم. كما أن أهداف المؤسسة غير الطموحة والاهتمام بالأجل القصير فقط، وعدم وجود تسهيلات وحوافز، إضافة إلى قيام البعض بالمعارضة والسخرية والهجوم على الأفكار الجديدة». وتناولت في محاضرتها التي ألقتها في مركز الشَّعَبة في مدينة المبرز، تنمية الإبداع لدى الأطفال، أو ما عرفته ب «الضبط السلوكي»، موضحة أن ذلك يتم «باستخدام الكلمة الطيبة الصادقة، والابتسامة الرقيقة التي من شأنها أن تصنع العجب في أحاسيس الطفل، وتكون سبباً في تفوقه وإبداعه»، مشيرة إلى أن وقوع الخطأ «لا يعني أن الخاطئ أحمق أو مغفل، فلا بد أن يقع الطفل في أخطاء عدة، لذلك علينا أن نتوجه إلى نقد الفعل الخاطئ، وليس شخصيته». وأردفت أن «استخدام اللقب الإيجابي يعمل على تدعيم الطفل بلقب يناسب هواياته وتميزه، ليبقى هذا اللقب علامة للطفل، ووسيلة تذكير له ولمربيه على خصوصيته، التي يجب أن يتعهدها دائماً بالتركيز والتطوير، مثل: عبقري، ودكتور، وأستاذ، وغيرها من الألقاب المحبوبة».