دانت نقابة المحامين السودانيين، التي يهيمن عليها حزب المؤتمر الوطني الحاكم، اقتحام قوات الأمن مكتب محاماة يديره ناشط حقوقي، واعتقال 13 شخصاً من داخله. وقال المحامي السوداني نبيل أديب، إن أفراداً يتبعون لجهاز الأمن والاستخبارات، اقتحموا مكتبه خلال اجتماع يضم محامين وطلاباً من جامعة الخرطوم، كانت إدارة الجامعة فصلتهم قبل أيام على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، و «ضربوا واعتقلوا 11 طالباً علاوةً على 2 من موظفي المكتب، مع أخذ بعض الملفات، بينما تعرّض أيضاً منزلي المجاور للمكتب للتفتيش». وتخوّفت نقابة المحامين من أن يؤدي تصرف جهاز الأمن الى أضرار بالغة تسيء الى سمعة السودان في المحافل الدولية، بينما يقدم وزير العدل عوض النور تقرير السودان أمام آلية المراجعة الدورية في جنيف حول أوضاع حقوق الإنسان في بلاده. وطالبت النقابة جهاز الأمن بإطلاق سراح جميع الطلاب المعتقلين وإعادة حاسوب المحامي نبيل أديب والملفات التي استولى عليها أفراد الجهاز. الى ذلك، يتوجّه الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم، إلى جيبوتي الموقعة على ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الجيبوتي عمر غيلي لولاية رئاسية رابعة. في شأن آخر، طرد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزير الري والموارد المائية مابيور قرنق دي مابيور، من أول اجتماع لمجلس الوزراء الجديد، وذلك بسبب «ارتدائه زياً غير لائق». وقال مابيور وهو نجل زعيم «الحركة الشعبية» الراحل جون قرنق، على صفحته على موقع «فايسبوك»، إن سلفاكير أمره بالخروج من جلسة مجلس الوزراء وتغيير ملابسه لأنها «غير مناسبة». وكان قرنق بدأ الاجتماع في «حلة» سوداء وقميص أبيض وربطة عنق سوداء، وقال إن الاجتماع كان بروتوكولياً وخصّص للتعارف بين الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية، التي تضم ممثلي «الحركة الشعبية» وحركة رياك مشار ومجموعة المعتقلين السابقين، مؤكداً أن اللبس لم يكن محدداً، كما أن التركيز على الملابس يصرف الانتباه عن القضايا الحقيقية التي تواجهها الدولة. ولحظ قرنق أن لا وقود في جوبا والناس لا يزالون في مخيمات بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، وسجناء الرأي في مواقع مختلفة في المدينة. من جهة أخرى، قال نائب الرئيس الجديد، رياك مشار، إن تحديات عدة تواجه تنفيذ اتفاق السلام، أبرزها دمج قوات المعارضة واختيار أعضاء البرلمان الانتقالي، وتعيين سلفاكير عدداً كبيراً من المستشارين من دون مشاورة القوى الموقعة على السلام، واستمرار احتجاز المعتقلين وسجناء الحرب في مقار أمنية في جوبا. وأضاف خلال لقائه الوزراء الجدد، أنهم لم يتفقوا بعد على مراكز لتجميع قوات المعارضة المسلحة، ودعا أطراف اتفاق السلام على التعاون بروح الوحدة لتجاوز كل الخلافات.