لوحت المعارضة في جنوب السودان بتأجيل عودة زعيمها رياك مشار إلى العاصمة جوبا المقررة الإثنين المقبل إلى وقت لاحق بسبب رفض حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت مقترحات تقدمت بها، من بينها أن يؤدي مشار اليمين الدستورية فور وصوله. ورأى الناطق باسم المعارضة جيمس قديت داك أن قرار الحكومة يُعدّ انتكاسةً لتنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في شهر آب (أغسطس) من العام الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأوضح داك أن المعارضة اقترحت أن يعقد مشار مؤتمراً صحافياً فور وصوله لمطار العاصمة إلى جانب أداء اليمين الدستورية ثم عقد لقاء جماهيري يكشف فيه ترتيبات تنفيذ خطوات السلام. وأضاف: «حكومة سلفاكير رفضت وقبلت فقط بالمؤتمر الصحافي في المطار، وهذا يثير الشكوك حول نوايا الحكومة». كما اتهم مسؤول العلاقات الخارجية في «الحركة الشعبية» المعارضة مابيور قرنق وهو نجل الزعيم التاريخي لحركة التمرد في جنوب السودان «جون قرنق»، الحكومة بإدخال آلاف الشباب المسلحين من قبلية الدينكا التي يتحدر منها سلفاكير إلى جوبا. وذكر أن رئيس هيئة أركان الجيش الحكومي مالونغ أوان جلب إلى جوبا منذ السبت الماضي آلاف الشبان المسلحين من مناطق بحر الغزال، واعتبر ذلك خلافاً لاتفاق السلام، وهدد بأنهم سيعودون إلى الحرب لو حدث أي تحرك من هذه الميليشيات في اتجاه مواقع المتمردين، ولم يستبعد أن يكون إدخال تلك الميليشيات هدفه تعويض القوات الحكومية التي انسحبت 25 كيلومتراً إلى خارج جوبا. على صعيد آخر، فضت الشرطة السودانية تظاهرات لطلاب جامعة الفاشر، خرجت رفضاً للاستفتاء الإداري الذي ينظَّم في ولايات دارفور. وفرقت الشرطة الطلاب مستخدمةً الغاز المسيل للدموع. وفي تطور آخر، استدعت الخارجية السودانية أمس، القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم، جيري لانير احتجاجاً على تشكيك بلاده في استفتاء دارفور، معتبرةً أن في ذلك الموقف تشجيعاً للحركات المتمردة ودفعاً لها نحو التعنت حيال عملية السلام. وكان ناطق باسم الخارجية الأميركية، قال إن بلاده قلقة حيال إجراء استفتاء دارفور باعتبار أنه لا يضمن التعبير عن إرادة الدارفوريين بمصداقية ويقوض عملية السلام.