دفن اليوم (الجمعة) ضابط القوات الخاصة الروسية ألكسندر بروخورينكو، والذي لقي حتفه في سورية، وسط ضجة إعلامية، مع سماح الكرملين بتغطية تلفزيونية واسعة استثنائية للضابط الملقب ب«رامبو الروسي». وقال قادة اللفتنانت بروخورينكو (25 عاماً) إنه «استدعى في آذار (مارس) الطائرات الروسية لقصف موقع يتواجد به قرب تدمر بعد أن حاصره مقاتلون إسلاميون». وتحرص روسيا على تأكيد أن دورها هو مساعدة الجيش السوري على استعادة المدينة السورية القديمة من خلال ضربات جوية توجهها قوات خاصة مثل بروخورينكو، لكنها في بعض الأحيان تمتنع عن الاعتراف بخسائرها العسكرية. وسيطلق اسم بروخورينكو على مدرسة وشارع تكريماً له ومنحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد وفاته جائزة بطل روسيا، وهي أرفع ميدالية عسكرية في البلاد «لشجاعته وبطولته». واستغرق انتشال جثة بروخورينكو والتعرف عليها أسابيع ودفن في موطنه بقرية جورودكي على بعد نحو 1200 كيلومتر إلى الشرق من موسكو. وقال ممثل السوريين الأكراد في روسيا فارخاد باتيف للتلفزيون الرسمي أثناء الجنازة إن «فرق مسلحة كردية شاركت في انتشال جثة ألكسندر بروخورينكو». وأضاف أن «ما فعله عمل بطولي عظيم. نريد أن نتذكره دائماً». وأظهر التلفزيون الحكومي نعشا أسود ملفوفاً بالعلم الروسي تعلوه قبعة الضابط الراحل ويحمله ثمانية جنود يرتدون زيهم العسكري الكامل مع حرس شرف من خمسة جنود آخرين. وقدم قادة الجيش ووزير الدفاع سيرغي شويغو تعازيهم أمس واجتمعوا مع والدي بروخورينكو في مطار موسكو قبل نقل جثمان ابنهما جوا إلى قرية جورودكي. وقال قروي شاهد موكب الجنازة للصحافيين: «لقد اتخذ القرار السليم - المطالبة بهجوم على نفسه». وبروخورينكو أحد ثمانية جنود روس اعترفت الحكومة الروسية رسمياً أنهم قتلوا في سورية، وعملوا في عمليات القوات الخاصة، وهي وحدة تابعة للجيش تتلقى تدريبا على القيام بمهام سرية في الخارج. وتنفي روسيا إرسال قوات برية إلى سورية. وتقول إن بروخورينكو كان يوجه الضربات الجوية الروسية ضد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقتل ضابط آخر من الوحدة يدعى فيودور جورافليوف في سورية في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن مقتله ظل سرا أربعة أشهر.