دفنت عائلة الجندي الروسي الذي شنق نفسه في سورية الأسبوع الماضي، وفق الرواية الروسية الرسمية، ابنها في مقبرة في بلدة ريفية جنوبروسيا، أمس (الأربعاء)، لكن العائلة لا ترى علامات تدلّ على صدق الرواية الرسمية. وتقول وزارة الدفاع الروسية، أن فاديم كوستينكو (19 سنة) شنق نفسه السبت الماضي، في قاعدة جوية على الساحل السوري، بسبب مشكلات خاصة في حياته. وتسلمت عائلة كوستينكو جثته أول من أمس، ليكون أول جندي تتأكد وفاته منذ بدء التدخل الروسي في سورية نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي. وأكد والد الجندي، وفق وكالة "رويترز" للأنباء، أن جثة ابنه "لا تحوي علامات تدل على أنه شنق نفسه"، موضحاً أنه والعائلة ينتظرون رد المدعي العام حول الحادث. ويتهم معارضو الكرملين السلطات بإخفاء حقيقة القتلى العسكريين في الصراعات الخارجية، خصوصاً في أوكرانيا، حيث تنفي موسكو مشاركة قواتها في القتال هناك. وقال ألكسندر وزوجته سفيتلانا، أن ابنهما بدا سعيداً عندما حادثوه هاتفياً يوم وفاته، وهذا وفق الوالدين يناقض الرواية الرسمية. وأكد عم الجندي القتيل أن جثمان كوستينكو تظهر عليه إصابات لا تتفق مع رواية الشنق، إذ "كان فكه مكسوراً ومؤخرة رأسه مهشّمة وكان عنقه مكسوراً، وأنفه مكسوراً أيضاً". وقال مكتب المدعي العام العسكري في روسيا أمس، أنه ما زال يدرس حيثيات الوفاة، "لكن النتائج الأولية هي أنه شنق نفسه". وقال ضابط، طلب عدم ذكر اسمه، أن زملاء كوستينكو هم من عثروا على جثته في القاعدة في سورية، مشيراً إلى أنه كان من الواضح أنه أنهى حياته بنفسه. وأوضح أنه وفق سجل المكالمات في هاتف كوستينكو، ظهر أنه اتصل عشر مرات بصديقته، لكنها لم ترد. وأُرسل كوستينكو إلى سورية في 14 أيلول الماضي، أي قبل أسبوعين من بدء الحملة التي شنّتها موسكو لمساعدة حكومة بشار الأسد. وتقول روسيا أنها تستهدف متشددين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على رغم أن معظم ضرباتها أصاب مناطق يسيطر عليها معارضون آخرون لحكومة الأسد.