واصل وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات الكويت لليوم الثاني تعليق مشاركته في جلسات الحوار المباشرة مع وفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على خلفية الخروق المستمرة لوقف إطلاق النار وقيام ميليشيا الجماعة باقتحام معسكر «لواء العمالقة» في محافظة عمران. وفيما كثفت الحكومة الكويتية مساعيها لإعادة المفاوضات إلى مسارها، جدد الوفد الحكومي الذي يرأسه وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، تمسكه بمقاطعة الجلسات المباشرة مشترطاً للعودة إليها انسحاب الحوثيين من المعسكر والحصول على «ضمانات بوقف خروق الميليشيا للهدنة». وكشفت مصادر الحكومة اليمنية، أن وفدها المفاوض التقى عقب قراره تعليق المشاركة في الجلسات المباشرة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح ومبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، في وقت أكد الأخير في بيان أنه تلقى تأكيدات من وفدي التفاوض في الكويت بالعمل على حل المسائل العالقة المطروحة على طاولة الحوار، ولكن من دون عقد جلسات مشتركة بين الوفدين. كما أعرب ولد الشيخ عن تفهمه موقف وفد الحكومة اليمنية تعليق المباحثات المباشرة، داعياً فريقي الحوار إلى التخلي عن الضغط وطرح جميع المسائل الشائكة على طاولة التفاوض، وقال إن «الطريق الوحيد للحل هو الحوار السلمي، والالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني». وأشار ولد الشيخ إلى أن خبراء الأممالمتحدة السياسيين يعملون حالياً على دراسة الأوراق التي قدمها الوفدان في شأن تصورهما للحل السياسي والأمني لجهة استخلاص القواسم المشتركة، مؤكداً أنه «يأمل في العودة القريبة إلى المشاورات للبناء على التقدم الملحوظ الذي تحقق في اليومين الماضيين». وكان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله استبعد أمس، أن يكون قرار وفد الحكومة اليمنية تعليق مشاركته في مشاورات السلام التي انطلقت قبل أسبوعين برعاية الأممالمتحدة «خروجاً على مرجعيات قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني». وشدد الجارالله في تصريح للصحافة على «تمسك جميع الأطراف اليمنية بمرجعيات هذا القرار والقرارات الأخرى ذات الصلة» والتي هي وحدها «تشكل أساساً صحيحاً» لمشاورات السلام «وتؤسس لحل توافقي» للصراع في اليمن، خصوصاً بعد أن قدمت الأطراف اليمنية الثلاثة للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد تصوراتها ورؤاها للإطار العام للمصالحة. ورأى الجارالله أن «المشاورات شأنها شأن أي مشاورات قابلة للتعثر أو الاستمرار ولكن المهم أن هناك زخماً عالياً وحرصاً على تحقيق الأطراف اليمنية خطوة إيجابية في المشاورات وهو ما يبعث على الارتياح والتفاؤل». ورداً على سؤال حول موعد انتهاء المشاورات قال الجارالله: «لا أستطيع تحديد جدول زمني لهذه المشاورات.. ونحن نتطلع إلى أن تحقق نتائج إيجابية»، لكن «لا توجد لدى الكويت أفكار لطرحها باعتبارها دولة مضيفة». من جهة أخرى، شدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال استقباله أمس في الرياض أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني، على «الشروع في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومنها القرار 2216 واستكمال المبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار». وقال إن وفد حكومته «ذهب إلى الكويت بنيات صادقة بهدف حقن الدماء وتجنيب الشعب اليمني مزيداً من المعاناة»، مؤكداً على»أهمية بناء الثقة من خلال تثبيت وقف إطلاق النار والانسحاب من المدن وإطلاق المعتقلين من سجون الميليشيا الانقلابية». في غضون ذلك، نفت جماعة الحوثيين حدوث أي اقتحام لمعسكر «لواء العمالقة» واتهم الناطق باسمها ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام، الوفد الحكومي بأنه «يتهرب من تحقيق السلام والمفاوضات الجدية عبر اختلاق الأعذار الواهية» على حد قوله. ميدانياً، تواصلت أعمال خرق اتفاق تثبيت وقف إطلاق النار في معظم الجبهات، وشهدت مدينة تعز تجدداً للمواجهات في الأحياء الشرقية والغربية من المدينة، وخاصة بجوار معسكر «قوات الأمن الخاصة» وأحياء «ثعبات وكلابة»، وقالت مصادر المقاومة والجيش الموالي للحكومة «إن ميليشيات الحوثيين وصالح واصلت قصف الأحياء السكنية بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة». وأضافت المصادر أن المتمردين الحوثيين دفعوا بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى الجبهة الغربية للمدينة، والجبهة الجنوبية الغربية حيث وصلت تلك التعزيزات «إلى محيط جبل هان ومنطقة الربيعي ومحيط اللواء 35 مدرع» . كما أفادت مصادر ميدانية في جبهة نهم شمال شرق صنعاء، بأن مواجهات عنيفة اندلعت ليل الأحد-الإثنين بين القوات الموالية للحكومة من جهة والمسلحين الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، في ظل اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرق الهدنة ومحاولة التقدم على الأرض.