علق أمس وفد الحكومة اليمنية الى مشاورات الكويت، مشاركته في جلسات الحوار المباشرة مع وفد الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح احتجاجاً على استمرار ميليشيا الجماعة بخرق الهدنة في مختلف الجبهات واقتحامهم ليل السبت - الأحد معسكر «العمالقة» في محافظة عمران والاستيلاء على أسلحته ونقلها إلى أماكن مجهولة. واشترط وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي المفاوض عبدالله محمد الصايدي للعودة إلى الجلسات المباشرة الحصول على «ضمانات» ووصف في تغريدات له على «تويتر» استيلاء الحوثيين على «لواء العمالقة» بأنه «يهدد بنسف مشاورات السلام في الكويت»، وقال «صبرنا وتحملنا من أجل إعادة السلام إلى بلدنا وشعبنا، وسنتخذ الموقف المناسب رداً على جريمة الحوثي في معسكر العمالقة بعمران من أجل شعبنا وبلادنا». وعلمت «الحياة» أن مئات المسلحين الحوثيين أقدموا ليل السبت - الأحد، على اقتحام المعسكر بعد حصار دام لشهور، وصادروا كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والذخائر ونقلوها إلى أماكن مجهولة، كما أقدموا، وفق مصادر عسكرية، على تصفية عدد من الضباط والجنود المناوئين للجماعة. وكان ضباط اللواء وجنوده المرابطين في منطقة «الجبل الأسود» في مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، فضلوا الوقوف «على الحياد» منذ استيلاء الحوثيين على السلطة الشرعية أواخر 2014 ورفضوا إملاءات الجماعة بتعيين قائد جديد للواء الذي يُعد من أعرق الألوية في الجيش اليمني وأكثرها تماسكاً وانضباطاً عسكرياً، وهو ما دفع بمسلحي الجماعة إلى محاصرة اللواء منذ أكثر من عام خشية أن ينقلب عليهم. وأدى تعليق الوفد الحكومي مشاركته في الجلسات المباشرة للحوار إلى إلغاء جلسة مشتركة كانت مقررة أمس مع وفد الحوثيين لمناقشة رؤية الوفدين للإطار العام للحل السياسي والأمني المنبثق من قرار مجلس الأمن 2216. وكانت رؤية الوفد الحكومي تضمنت أربع نقاط رئيسة، ركزت على «إجراءات بناء الثقة، والانسحاب للميليشيات من المدن وتسليم السلاح للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة للحكومة، ثم استئناف العملية السياسية، في حين تضمنت رؤية الحوثيين، التوافق على مجلس رئاسي، وحكومة وفاق وطني، وتشكيل لجنة أمنية عليا لاستلام الأسلحة والإشراف على انسحاب الميليشيات وتولي مهمات الأمن، ولجنة أخرى لشؤون الأسرى والمعتقلين. في غضون ذلك، اتهمت مصادر الحكومة الميدانية ميليشيات الحوثيين وصالح بمواصلة انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في جبهات تعز ومأرب والجوف، وقالت إنهم «واصلوا قصف الأحياء السكنية ومواقع الجيش والمقاومة شرق تعز وغربها وشمالها، كما استمروا في حشد المئات من مسلحيهم في محافظة الجوف بالتزامن مع القصف على مواقع المقاومة في مديريتي الغيل والمتون». على صعيد منفصل، نجا محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير الأمن في المحافظة اللواء شلال شائع من هجوم بسيارة مفخخة استهدف موكبهما في مديرية المنصورة شمال عدن، وأفادت مصادر أمنية بأن السيارة المفخخة «فجرت بين جولة كالتكس وتقاطع كابوتا أثناء مرور وفد المحافظ ومدير الأمن، ما أدى إلى مقتل خمسة جنود من حراس مدير الأمن وتدمير سيارتين عسكريتين». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم إلا أن مصادر أمنية أكدت أنه يحمل بصمات تنظيم «القاعدة» في سياق الهجمات الانتقامية ضد القوات الحكومية ومسؤولي الحكومة على خلفية الحملات الأمنية الأخيرة التي أدت إلى طرد المسلحين من شمال عدن ومدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج المجاورة وصولاً إلى الحملة العسكرية الأخيرة التي ساندها التحالف العربي وأدت إلى تحرير مدن ساحل حضرموت من قبضة التنظيم بما فيها مدينة المكلا عاصمة حضرموت. إلى ذلك زعم التنظيم في أول تعليق على هزيمته في حضرموت، أن انسحاب مسلحيه من المكلا كان لحماية المدينة من الدمار، وقال في بيان بثه على حسابه في «تويتر» لم ننسحب إلا تفويتاً للفرصة على العدو في نقل المعركة إلى بيوتكم وأسواقكم وطرقكم ومساجدكم»، كما قلل من حجم خسائره جراء المواجهات والقصف وقال إن عدد القتلى في صفوفه «يعدون على أصابع اليد».