أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج وضع «استراتيجية وطنية» لمحاربة تنظيم «الدولية الاسلامية» (داعش)، المنتشر خصوصاً في مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس). وقال السراج في خطاب مساء أمس (الخميس) أن «الانقسام السياسي في البلاد أدى إلى حال من عدم الثقة بين الليبيين، لذا نسعى ونتطلع إلى تنظيم الجهود بهدف خوض معركة الوطن للقضاء على داعش في سرت والمناطق المجاورة، بمشاركة جميع الأطراف». وأضاف: «قررنا أن نبدأ اتصالاتنا بالتنسيق مع وزير الدفاع وجميع قيادات الأركان والقيادة العامة للجيش وبكل القيادات العسكرية في الشرق والغرب والجنوب، لنطلب منهم وضع الترتيبات اللازمة لمباشرة عملية تحرير سرت، وتحديد المتطلبات المالية والفنية العسكرية، وكذلك إيجاد غرفة مشتركة للعمليات تضمن مشاركة القوات المسلحة الليبية في كل أنحاء البلاد». وتلقى حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، دعم الأممالمتحدة وعدد كبير من البلدان، خصوصاً الغربية منها، والتي أعلنت استعدادها للمساعدة في التصدي ل«داعش». لكن في شرق البلاد لا تزال الحكومة الموازية تعمل بدعم من القوات المسلحة الموالية لها بقيادة اللواء خليفة حفتر. وتخشى الحكومة الليبية الجديدة من أن يشن حفتر هجوماً أحادياً ضد التنظيم، ما قد يؤدي إلى وقوع اشتباكات بين جماعات مسلحة مختلفة وزج البلاد في حرب أهلية . وشدد السراج على «أننا لن نسمح بأن تكون معركة تحرير سرت خاضعة للمساومات السياسية والمكاسب الآنية، فقد آن الأوان لاجتثاث داعش من كل أنحاء البلاد»، مشيراً إلى أن «حربنا ليست بالولاءات لأشخاص أو تنظيمات حزبية كانت أو فكرية، انما حربنا باسم ليبيا والولاء فقط للوطن». وحيا السراج «جهود أبناء الوطن الشرفاء الذين حاربوا ويحاربون هذا التنظيم في بنغازي ودرنة والسدرة وصبراتة وغيرها من مدن ليبيا»، لافتاً إلى «اننا نواجه عدواً لا يعترف بحدود الوطن، وهو من ينتهك سيادتنا ويقتل أبناءنا بأيدي الغرباء». وقال السراج: «فلننس خلافاتنا، ولنعمل على توحيد الصفوف، والاستعداد يداً بيد لمعركة تحرير سرت»، معتبراً أن «تفشي الإرهاب المتمثل في داعش مسألة حرجة جداً لنا جميعاً، وليبيا أصبحت ساحة مستباحة له، وشاهدنا كيف أصبحت له خلايا ومجموعات في كل مكان، لذا بدأنا وضع استراتيجية ومشروع وطني لإنهاء هذه الآفة والقضاء عليها بسواعد ليبية، وليس عن طريق أي نوع من التدخل الأجنبي، فنحن لسنا بمعزل عن العالم لكن سيادة ليبيا لا تنازل عنها». ودعا مجلس النواب بصفته طرفاً من أطراف الاتفاق السياسي إلى «ضرورة استكمال استحقاقاته، لأنه الجسم التشريعي الوحيد في البلاد»، طالباً من كل التشكيلات المنبثقة من الاتفاق السياسي «التزام الصلاحيات الممنوحة لها من دون أي تجاوز من شأنه إرباك المشهد وزيادة التوتر والخلاف». وتأمل القوى الغربية بأن يتيح تثبيت سلطة حكومة الوفاق الليبية منع التنظيم المتطرف من جعل ليبيا قاعدة خلفية جديدة لعملياته. ويسيطر التنظيم على مدينة سرت، إضافة إلى مناطق قريبة ويسعى للتمدد نحو منطقة الهلال النفطي.