أكد حقوقي ومسئول ليبي أن جماعة الإخوان هم العقل المُدبر للإرهاب في ليبيا. كما أن هناك استخبارات أجنبية تدعم إرهابهم في ليبيا؛ لزعزعة استقرار مصر، وحال عدم عودتهم إلى رشدهم، يجب القضاء عليهم باعتقال قياداتهم بالكامل، ومن ثم إتاحة الفرصة للقضاء الليبي أن يأخذ مجراه في محاكمتهم، أو اللجوء إلى حل آخر وهو المواجهة المسلحة المباشرة معهم. وكشف رمزي الرميح، في حوار مع (اليوم) أن الجماعات الإرهابية قامت بضرب ليبيا؛ لتهديد الأمن القومي المصري. وشدد على أن «حفتر» يقوم بجهد كبير في محاربة الإرهابيين الذين تقدر أعدادهم بقرابة ال «10» آلاف، وتوقع أن تنتهي معركة الكرامة عقب عيد الفطر المبارك، تمهيدًا لإعلان ليبيا خالية من الإرهاب، شريطة أن تتعاون القبائل مع الجيش. وعوّل على دعم المملكة العربية السعودية، في دعمها ليبيا في محاربة الإرهاب، ونوه إلى أن المملكة عانت الإرهاب المتمثل في التفجيرات. وقال: في ليبيا رجال وفرسان قادرون على إعادة البوصلة إن شاء الله، ونحن بدأنا في برقة، وبرقة ليست إقصائية. وأحب أن أنوه إلى نقطة مهمة جدا، حيث إنني من مدينة الزاوية التي تقع غرب طرابلس لمسافة 40 كيلو مترا، وحصلت على ثقة أهل برقة، وأشتغل معهم الآن كمستشار قانوني ومسؤول الأوقاف والشؤون الإسلامية. فبرقة دائما تجمع ولا تفرق، وبرقة هي دائما الانطلاقة من أيام حرب الطليان ومن أيام ثورة فبراير، برقة الآن تسعى لتكون المحرك لإنقاذ ليبيا من الذي تمر به، والحمد لله -سبحانه وتعالى- وجدنا التأييد من أهالي الإقليم، ووجدنا التأييد من الجنوب، ووجدنا تأييدا من بعض أهالي طرابلس، والذي يدل دلالة واضحة على هذا الأمر، هو ما حدث في الأسبوع الماضي والذي قبله من تهديد من ميليشيات المؤتمر الوطني وميليشيات بعض المدن في تهديد برقة، فانتفضت برقة عن بكرة أبيها؛ للدفاع والذود عن برقة، ولقد شكلنا لجنة أزمة وشكلنا لجنة علاقات دولية، والآن نحن نسعى للتواصل مع العالم، وقلت من خلال إحدى القنوات العربية: إن برقة تمد يدها بقوة إلى حكومة روسيا الاتحادية. وتاليا نص الحوار: بداية.. ما طبيعة الوضع الأمني في ليبيا حاليًا؟ الوضع الأمني شهد أسوأ ثلاث سنوات في تاريخ ليبيا الحديث، حيث كانت الحدود مفتوحة لجميع الإرهابيين، وكانت السيادة الليبية منتهكة، علاوة على أن الأرض كانت مُستباحة لمخابرات العالم، فضلًا عن عمليات تهريب السلاح والبشر والهجرة غير الشرعية التي تتم على جميع الحدود. مُفتت ومُنهك وماذا عن وضع الجيش الآن؟ الجيش الليبي مُفتت ومنهك الآن، والمليشيات المسلحة التي كانت تستعين بها الحكومات السابقة تعمدت انهاكه وتفتيته، وليس هناك وجود لمسمى دولة بمفهومها المعروف وهي دولة المؤسسات والقانون، لكن - بفضل الله - استشعر رجال القوات المسلحة الليبية وعلى رأسهم اللواء خليفة حفتر بالخطر بعد مقتل رئيس الأركان الليبي السابق اللواء عبدالفتاح يونس، والتمثيل بجثته، عرفنا أن هناك أيادي خفية بالداخل والخارج تريد الشر لليبيا ولا تريد استقرارها أمنيًا، ومنذ ذلك الوقت واللواء حفتر يقوم بصولات وجولات أمنية من شرق وغرب وجنوب ليبيا لتطهيرها من الإرهاب. مؤامرة كبيرة ما الجماعات الإرهابية التي دخلت ليبيا خلال السنوات الماضية؟ عندما بدأت انتفاضة فبراير دخل البلاد «كل من هب ودب» حيث دخل الذين كانوا يقاتلون في كل من سوريا والعراق وأفغانستان، والذين خرجوا من السجون من ليبيا. وأيضا دخلت جماعات إرهابية قادمة من مصر، المهم أن المؤامرة كانت كبيرة جدًا على ليبيا، وكان يُراد أن يتم استنزاف ثرواتها، ومن ضمن مخططات المؤامرة كان تهديد الأمن القومي المصري، وهذه نقطة غاية في الدقة وغاية في الأهمية، لكن الجماعات الإرهابية لم تستطع زعزعة الأمن والاستقرار في مصر. دالم أم داعش هل لتنظيم «داعش» وجود في ليبيا؟ في ليبيا الآن ظهر مصطلح يسمى «الجيش المصري الحر» وقد سبق أن صححت هذا المصطلح مرارًا وتكرارًا، لأن الذي يوجد في ليبيا، والذي كان يراد له أن يوجد هو الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر المعروفة اختصارًا باسم «دالم»، التي كان يرأسها القيادي الجهادي المصري ثروت شحاتة، المساعد لرئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي تم القبض عليه في الشهور الماضية، وهو الآن قيد التحقيق لدى السلطات المصرية. ضربات موجعة وماذا عن داعش؟ هناك تنظيمات متطرفة جدًا دخلت ليبيا منها تنظيم القاعدة، وحاولوا تسمية أنفسهم بتنظيم «دالم» على وزن «داعش» لكن الضربات الموجعة التي بدأت باعتقال الجهادي ثروت شحاتة، وضرب مستودعات الذخيرة والسلاح في ليبيا، تم القضاء على معظمها. والآن نحن لا ننكر وجود هذه الجماعات الإرهابية، لكنها بدأت تندثر تدريجيًا، وخلال الأيام المقبلة سوف يتم القضاء على الإرهاب نهائيا، لكن - للأسف الشديد - السبب الرئيس في تعطيل ملحمة الكرامة هو تحصن الإرهابيين بالمدنيين، الأمر الذي يعوق عمل القوات المسلحة. خوارج وإرهابيون ما يُسمى الجيش المصري الحر (دالم) يوجد في أي منطقة بالضبط؟ هذه التسمية وسام شرف - للأسف الشديد - أعطاه بعض من لا يفقه هذه التسمية لهؤلاء الخوارج الإرهابيين، لأن الجيش المصري هو جيش واحد، وهو الجيش الذي تم إنشاؤة من أيام حكم محمد علي باشا، الذي لم يتقسم أو يتجزأ، مُنذ ذلك العهد، ولا يمكن أن يتجزأ ولا يقبل القسمة. لذلك فإن هذه التسمية غير صحيحة وفي غير محلها، وحتى في العلوم العسكرية حينما نقول: «الجيش السوري الحر» عبارة عن وحدات انشقت، لكن التسمية الصحيحة للجيش المصري الحر هي «دالم». وكم تقدر أعداد جيش دالم؟ على أقل تقدير، عددهم لا يتجاوز ال «7» آلاف، وهؤلاء الإرهابيون كانوا يتمركزون في مدن درنة وبنغازي ومصراتة وسرت، وفي بعض معسكرات الجنوب، وهؤلاء الإرهابيون منهم مصريون هاربون من القانون لأن عليهم أحكاما، وجماعات ليبية متطرفة. إضافة إلى عناصر إرهابية من مالي وأفغانستان وباكستان، علاوة على جماعات متطرفة كانت في السجون الليبية، ثم خرجت، وهذه الجماعات يربطها فكر واحد، وهو تكفير الحاكم، تحت مسمى وهمي، وهو إقامة الشريعة الإسلامية، في حين أن الشريعة منهم براء. ملحمة الكرامة من الذي يحكم ليبيا الآن؟ قبل معركة الكرامة، كانت التنظيمات المُسلحة الإرهابية، بجانب المؤتمر الوطني بمثابة البيادق في أيدي المليشيات الإرهابية وكانوا هم المتحكمون، لكن بعد ملحمة الكرامة تغير الوضع، حيث تم تحجيم دور «المليشيات» خاصة في اقليم برقة، بعد ضرب الإرهابيين بضربات موجعة جدًا أصابتهم في مقتل. لذلك، نحن نسعى الآن إلى اجتثاث الإرهاب من كل أرجاء ليبيا عن طريق انتقال الملحمة إلى غرب ليبيا في طرابلس، لا سيما أن هناك رجالا متعاونين معنا، وينتظرون فقط ساعة الصفر للانقضاض على الإرهاب. 20 مليون قطعة سلاح ما أهداف معركة الكرامة؟ ملحمة الكرامة قامت لأهداف محددة، ولن تتوقف إلا بعد تحقيق كل أهدافها، التي يأتي في مقدمتها؛ اجتثاث الإرهاب من جذروه، والقضاء على الإرهابيين بوسيلتين إما بدفنهم تحت الأرض أو نفيهم خارج البلاد. بعد ذلك نتفرغ لقضية جمع السلاح المنتشر في أرجاء ليبيا الذي تُقدر أعداده بأكثر من 20 مليون قطعة في أيدي المليشيات. بعدها نُعيده إلى مكانه الطبيعي في كنف المؤسستين العسكرية والشرطية، بهذه الطريقة سيتم القضاء على الإرهاب في كافة ربوع ليبيا، وبالتالي يصبح الشعب الليبي من حقه ممارسة العمل السياسي، والجلوس على مائدة الحوار؛ لتحديد شكل الدولة ومؤسساتها، والنظام وما إلى ذلك. الصقور الجوية ومن أين حصلوا على هذه الأسلحة؟ وهل هي متطورة؟ حصلوا عليها من دولتي تركيا وقطر، وهذه الأسلحة أحدث نسبيًا من الأسلحة التي يستخدمها الجيش الليبي، لكن الصقور الجوية الليبية ستكون لهم بالمرصاد، والعمليات الجوية ستستمر في شرق وغرب ليبيا حتى تقضي على دابرهم. عقب عيد الفطر متى ستتوقف عملية الكرامة؟ إذا تعاون أبناء ليبيا، والتف ضباطها الشرفاء حول الجيش، وتعاون المدنيون وقاموا بإخلاء بعض الأماكن التي يستوطنها الإرهابيون ويتخذونها أوكارًا لشن هجومهم. كما أن استجابة الشعب الليبي لأوامر الضباط للمساعدة في شن الضربات الجوية والعسكرية ضد الإرهابيين، سيجعل العملية تنتهي خلال أسبوعين على الأكثر في برقة، لكن في غرب ليبيا إذا لم ينتفض رجال القبائل الشرفاء انتفاضة رجل واحد ويتعاونوا مع الجيش، فسوف يكون هناك عائق كبير، وسوف تطول المعركة العسكرية في الغرب. أما في حال قيامهم بالتعاون والتنسيق مع اللواء خليفة حفتر لا سيما أنهم قوة لا يستهان بها، إذ أن لديهم رجالا أشاوس وعتادا، سيكون لليبيا لون وشكل آخر بعد عيد الفطر، وسنعلنها خالية من الإرهاب. انقلاب أم ثورة؟ بماذا ترد على من يدعي أن اللواء حفتر قام بانقلاب عسكري؟ هذا الكلام مردود عليه بأمر بسيط جدًا، وهو أن الانقلاب العسكري في العرف الدولي يقوم به الجيش في دولة قائمة بمؤسساتها. أما ليبيا فليست دولة مؤسسات، وفي الدستور يجب أن يتوافر في أي دولة 3 أركان هي: (شعب وسلطة وإقليم) وبالتطبيق على ليبيا سنجد أن لديها اقليما وشعبا أبيا. لكن ليس فيها سُلطة كي ينقلب عليها «حفتر»، وإذا كنا نريد أن نقول: إن ما قام به حفتر هو انقلاب فهذا صحيح، لأنه بمثابة انقلاب الحق على الباطل، ومن يقول غير ذلك فهو «إدعاء للوهم وتعليق شماعة». استخبارات عالمية من الذي يدعم الإخوان؟ هل تنظيمها الدولي أم استخبارات عالمية؟ الإخوان هم جماعة داخل تنظيم دولي، وهذا التنظيم له فروع في أكثر من دولة ومقره الرئيس هو بالعاصمة البريطانية لندن، كذلك فإن أجهزة الاستخبارات الأجنبية التي لها مصلحة في زعزعة استقرار مصر تقوم بدعم جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، لكنه في الآونة الأخيرة تم كشف حقيقة هذه الجماعة، وبدأت لندن تلفظهم، كذلك أخذت نفس النهج دول الخليج. لذلك لم يعد أمام الإخوان خيار سوى الرجوع إلى الشريعة الإسلامية، وأن تكفر عن سيئاتها وأخطائها عما بدر منها من تصرفات أساءت إلى الإسلام والمسلمين. سيطرة وسلاح هل يسيطرون على البرلمان الليبي؟ عددهم قليل لكن - للأسف - يسيطرون على البرلمان والحكومة، بقوة المليشيات والسلاح، إذ أن أغلب القرارات التي أصدرها البرلمان صدرت بقوة السلاح، مثلاً النفط الليبي يُسرق بقوة السلاح من قبل الإخوان، لكنهم الآن يستميتون في ليبيا، ومُستاءون من معركة الكرامة التي قام بها اللواء حفتر. اعتقال أم مواجهة متى ستتوقف أعمال التحريض التي تتم من جانب الإخوان؟ إما باعتقالهم بالكامل كما حدث في مصر، أو أنهم يرجعون عن غيهم من تلقاء أنفسهم، أو عن طريق المواجهة المسلحة المباشرة معهم. وكما تمكنت مصر، من القبض على رؤوس الفتنة من قيادات الإخوان، فليبيا أيضا لديها الرجال القادرون على ضبط قيادات الإخوان، ليأخذ القضاء الليبي مجراه ويجري محاكمات عادلة وناجزة معهم. 250 سجنا سريا هل توجد سجون تحت الأرض في ليبيا؟ هذا صحيح - وللأسف - ليبيا التي انتفضت في فبراير 2011 من أجل رفع الظلم والاستبداد الذي طالها إبان سنوات حكم معمر القذافي، عانت أضعافا مضاعفة من الظلم والقهر والاستبداد بعد ثورتها. حيث إن هناك ما يزيد على 250 سجنا سريا في مدن ليبيا - دون ذكر اسمائها - تحوي أكثر من 8 آلاف معتقل من الرجال والنساء، وقامت منظمات دولية بإدانة ذلك. وأكدت أن ما يحدث هو انتهاك للشرف والعرض، والمسؤول عن ذلك هم من يدعون أنهم ثوار فبراير، فارتكبوا ما يستحي منه، وقاموا بممارسات شنيعة جدًا، لكنها ستكون تحت طائلة الشرع ثم القانون قريبا. انتفاضة وتعاون هل هناك صعوبة في الإفراج عن هؤلاء المعتقلين؟ إذا انتفض أهل الغرب الشرفاء في ليبيا برجالهم وقبائلهم، وتعاونوا مع الجيش، فسوف نستطيع أن نقضي على إرهاب المليشيات، وبالتالي سنتمكن من فتح السجون، وتحرير هؤلاء السجناء الذين أكثرهم مظلومون. الرميح يتحدث ل «اليوم»