ناقش رئيس الهيئة التنفيذية ل«القوات اللبنانية» سمير جعجع مع وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، الوضع في لبنان من كل جوانبه وشددا على «وجوب الحفاظ على الاستقرار فيه، وذلك من خلال قيام الدولة بشكل كامل وفعلي وبسط سلطاتها على كل الأراضي اللبنانية ووضع قرار الدفاع عن لبنان في يد الحكومة»، وفق ما جاء في بيان المكتب الإعلامي لجعجع. وكان جعجع وصل إلى باريس أمس آتياً من القاهرة في اطار جولة خارجية ترافقه فيها زوجته النائب ستريدا جعجع التي شاركت مع ممثل «القوات» في فرنسا بيار بو عاصي في اللقاء مع كوشنير، وعن الجانب الفرنسي حضر مستشار كوشنير لشؤون الشرق الأوسط فابريس مورييس والسفير الفرنسي لدى لبنان ديني بييتون. ووفق بيان «القوات» فإن الجانبين استعرضا أيضاً «العلاقات اللبنانية – السورية وتوقفا عند الملفات العالقة والتي يأملان بأن تتحرك بفعل جهود رئيس الحكومة سعد الحريري، ومن أبرز هذه الملفات: ترسيم الحدود اللبنانية – السورية وضبطها، المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات، وقضية المعتلقين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية». و«تطرق المجتمعون الى أهمية تحرك المفاوضات الإقليمية على كل المحاور كخطوة أساسية نحو السلام العادل في المنطقة، حيث يبقى جوهره قيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة». وعرض كوشنير أمام جعجع والوفد المرافق «حقيقة موقف فرنسا من البرنامج النووي الإيراني والخطوات المزمع اتخاذها لإقناع إيران بالالتزام بمقررات الشرعية الدولية والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. واتفق الطرفان على توصيف الوضع العام في المنطقة بأنه دقيق ومعرّض لخطر الانفجار وبأن على الجميع تحصين لبنان وعدم تعريضه لأية تداعيات محتملة». وأكدت مصادر فرنسية ولبنانية متطابقة ل «الحياة» ان وجود جعجع والبطريرك الماروني نصر الله صفير في باريس جرى صدفة ولم يكن مخططاً له. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على محادثات جعجع ان رسالته الأساسية «انه في الغالبية النيابية ويؤيد بقوة حكومة الرئيس سعد الحريري»، ونقلت عنه قوله انه «صحيح ان الحكومة تعمل ببطء وبإمكانها التحرك في شكل أسرع لكنه اقر بأن هناك عملاً ملموساً ينتج منها وأن الأمور تتقدم في عدد من الملفات». وأضافت هذه المصادر، ان جعجع لم ينتقد الانفتاح الفرنسي على سورية لكنه طرح اسئلة عن العلاقة مع دمشق وتحديداً عن الزيارات الفرنسية التي تمت الى كل من سورية ولبنان، وحين سئل عن الانتخابات البلدية قال ان حزب «القوات» حافظ على موقعه وان قوى 14 آذار حافظت على موقعها في هذه الانتخابات ايضاً وأقر بأن موقع «حزب الله» بقي قوياً جداً. وكان جعجع اعتبر في ختام زياته مصر أن «المنطقة تمر في مخاض عسير فعلي ولبنان معرّض لأن يُصاب بتداعياته، لذلك نسعى الى تجنيبه شظايا هذا المخاض وللدفاع عنه في حال تعرض لاعتداء من اسرائيل، وهذا هو جوهر اللقاء الذي تمّ مع الرئيس حسني مبارك»، مشيراً إلى أن «لمصر ثقلاً كبيراً ولو انها لا تستخدم قوتها وجيشها، فالامور ليست كلها بالقوة العسكرية ولذلك يمكن مصر ان تؤثر في اتجاه او في آخر، ولا سيما في ضوء علاقاتها الدولية والاقليمية». ونفى «اي تدخل من السعودية في الشأن اللبناني»، لافتاً الى ان «دورها كان ايجابياً دائماً، والمملكة لم تنسحب من مسألة الاهتمام بلبنان»، محذراً من «سحب المبادرة العربية للسلام والتخلي عنها». ونفى جعجع ارسال موفد من «القوات» الى دمشق، موضحاً أن «رئيس الحكومة هو الذي يتولى الحوار معها». وأضاف: «إذا حُلّت كل الملفات العالقة مع سورية، يمكن حينها الجميع أن يزور دمشق في شكل طبيعي». واستهجن الرئيس السابق للجمهورية اميل لحود «استقبال مصر لجعجع في الذكرى السنوية ال32 لمجزرة اهدن». واستغرب في بيان «ان تصبح ارض الكنانة مصر، دولة تستقبل بحفاوة، على مستوى الرئاسة والمسؤولين، من دلّ تاريخه الى عداوة فطرية وغريزية لقضايا امّة العرب، ولمن حكم عليه في لبنان باغتيال رئيس وزراء، هو رمز من رموز القومية العربية الناصعة وصديق لقادة مصر العظام وعمل دوماً على وحدة لبنان في محيطه العربي».