هيمن التفاؤل على ردود فعل المسؤولين والاقتصاديين إثر إعلان «رؤية السعودية 2030»، وسط توقّعات بأن تشهد السنون العشر المقبلة «متغيّرات سريعة وانفتاحاً اقتصادياً أكبر واستقطاباً للاستثمارات الأجنبية وخلق فرص عمل، وتطوراً على الأصعدة كافة». لكنّ نبرة التفاؤل لم تلغِ مطالبات ب «الشفافية، إذ لم يعد المجال متاحاً للتعثُّر، أو الأخطاء»، والتّشديد على أهمية «محاربة الفساد ووقف الهدر المالي»، في زمن قد يكون فيه النفط «شيئاً من الماضي»، بعدما كان العمود الفقري لموازنة الدولة. وتجدَّد التفاؤل بعد أن أعلن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، برامج ستُطلق قريباً تحت مظلة رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وكان ولي ولي العهد أوضح في مؤتمر صحافي عقده ليل أول من أمس، بعد إطلاق «رؤية المملكة» أن أول تلك البرامج هو برنامج التحوُّل الوطني، المتوقّع إعلانه أواخر أيار (مايو) أو بداية حزيران (يونيو)، مبيّناً أنه سيكون برنامجاً تنفيذياً لتحقيق أهداف الرؤية في قطاعات أهمها الخدمات وحاجات المواطن. (راجع ص4و5و6و7) ووصف وزير المال الدكتور إبراهيم العساف، «الرؤية» بأنها شاملة «تستهدف نقل السعودية إلى آفاق اقتصادية واجتماعية أرحب، منطلقة من تعظيم الإفادة من المقوّمات الجغرافية والحضارية والاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية». وأشار العساف إلى أن الرؤية «طموحة»، لكنها «واقعية» أيضاً، لافتاً إلى أنها تتضمن «خططاً وبرامج جادة لتنويع الاقتصاد والحد من الاعتماد على النفط مصدراً للدّخل. وتتضمّن أيضاً تحوُّلاً اقتصادياً شاملاً، مع التأكيد على العمل المؤسسي وتعزيز دور القطاع الخاص». وأكد أن وزارته ستعمل بالتعاون مع الأجهزة الحكومية ل «معالجة التحديات التي تواجه المالية العامة في جانبيها، الإنفاق والإيرادات، لذلك سيستمر العمل لتطوير أسلوب إعداد الموازنة العامة للدولة، وتطوير معايير لضبط الإنفاق ورفع كفاءته وفاعليته وتحديد الأولويات، والمساهمة في جهود تنويع الإيرادات غير النفطية وتحسين آليات التحصيل». إلى ذلك، أعرب رئيس مجلس الغرف السعودية عبدالرحمن الزامل، عن جاهزية القطاع الخاص للمرحلة المقبلة، مؤكداً السعي إلى محاكاة التطلُّعات والأهداف التي ترمي إليها الرؤية الجديدة، من خلال «تطوير قدرات المنشآت التجارية الإنتاجية ورفع الكفاءة الإدارية والتقنية والعمل لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية، لتكون قادرة على الانخراط في منظومة الإنتاج». وكان قادة دول ومسؤولون أبدوا تفاؤلهم بالرؤية الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء السعودي الإثنين، لتكون «رؤية عمل جديدة تمثل نظرة السعودية إلى المستقبل». وهنّأ ملك المغرب محمد السادس ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالموافقة على «الرؤية». ونوّه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالرؤية السعودية، والحوار الذي أجراه ولي ولي العهد وبثّته «قناة العربية» لشرح تفاصيل الرؤية. وقال في تغريدة له عبر «تويتر»: «وجدت في مقابلة الأمير محمد بن سلمان رؤية مستنيرة وشجاعة، سيكون لها أكبر الأثر في تطوير السعودية وتنميتها». وأشاد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد الصباح، بالنهج «الإيجابي» الذي يعتمده الأمير محمد بن سلمان، والقائم على «الخطاب المباشر والمصارحة والشفافية في مقاربة القضايا المهمة». ولفت وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، إلى أن «الاستثمار في الطاقات البشرية والشباب هو الطريق نحو ازدهار المنطقة ونموها». وتمنى «التوفيق لأشقائنا في المملكة». وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة: «مقابلة الأمير محمد بن سلمان أثلجت الصدور ووضعت نقاط اليوم على حروف المستقبل». وأكد وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»، أن «رؤية السعودية 2030 خطوة جبّارة، ليست للسعودية فقط، وإنما للمنطقة ككل نحو مزيدٍ من الرفعة والإنجاز».