أطاحت صفقة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز «أس- 300» الى ايران، أحد أبرز المسؤولين عن صادرات السلاح في موسكو، في تطور اعتبرته مصادر روسية موجهاً لتعزيز التقارب مع واشنطن. وغدا مدير الوكالة الفيديرالية الروسية لصادرات السلاح والمعدات الحربية فيكتور تشيركيسوف، اول ضحايا السجال الدائر حول تنفيذ عقد تزويد طهران صواريخ «أس-300»، بعدما أصدر الرئيس ديمتري ميدفيديف أمس، قراراً بإعفائه من منصبه وكلّف في مرسوم آخر ناديجدا سينيكوفا بتولي الموقع، وهي مستشارة في وزارة الدفاع ونائبة سابقة لرئيس هيئة الضرائب. وعلى رغم ان سجل مدير الوكالة المسؤولة عن كل الصادرات العسكرية لروسيا، حافل بملفات عدة اثارت في وقت سابق استياء الكرملين منه، لكن مراقبين اعتبروا ان مسألة التعاون العسكري مع ايران غدت السبب المباشر وراء إطاحته، خصوصاً ان تضارباً في المواقف برز خلال الأيام الأخيرة في موسكو حيال هذا الملف، اذ اكدت الوكالة الفيديرالية للتعاون العسكري على ضرورة تنفيذ عقد الصواريخ، بمعزل عن قرار العقوبات الجديد على ايران، فيما اعتبر مسؤولون من خارج الوكالة ان موسكو «لم تعد ملزمة بتنفيذ تعهداتها بحسب بنود العقد مع طهران». ونسبت وسائل اعلام روسية إلى مسؤول بارز في الوكالة إصراره على أن «على روسيا ان تتجنب دفع غرامات بسبب تعطيل تنفيذ الصفقة، ما يعني ضرورة تسليم أس-300». وأفاد مصدر روسي تحدث ل «الحياة» أمس، بأن «المسؤول البارز» هو تشيركيسوف الذي برّر موقفه بضخامة حجم الغرامات التي تصل إلى نحو 300 مليون دولار، أي ما يقارب ربع القيمة الإجمالية للصفقة الموقعة منذ العام 2005 بحسب معلومات روسية. وزاد المصدر ان هذه التصريحات وتضارب الآراء حيال مواصلة التعاون مع طهران في المجال العسكري، «لم ترض ادارة الرئيس (ميدفيديف) التي تتهمها اوساط في المؤسسة العسكرية بالتراخي امام ضغوط اميركية»، خصوصاً ان التصريحات المنسوبة الى الوكالة الفيديرالية «أقلقت واشنطن». وأشار الى ان الكرملين لا يخفي حرصه على عدم تعكير العلاقات الآخذة في التحسن مع الولاياتالمتحدة، مرجحاً ان يكون قرار الكرملين يستهدف إغلاق مناقشة هذا الملف. اللافت ان الخارجية الروسية كانت دخلت على خط السجال الدائر، وأعلن الناطق باسمها اندريه نيستيرينكو قبل يومين، ان قرار مجلس الأمن الرقم 1929 لا يلزم روسيا بالتراجع عن عقود موقعة في المجال الدفاعي، كما أكد على الموقف ذاته مدير الهيئة الفيديرالية للتعاون العسكري ميخائيل ديمترييف، فيما نقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن مصدر بارز في الهيئة تأكيده ان «موسكو ستجمّد كل اشكال التعاون العسكري مع طهران وهي ملزمة بذلك بموجب قرار مجلس الأمن».