قررت الأحزاب الشيعية الرئيسية في العراق دخول الجلسة الأولى للبرلمان الجديد الاثنين المقبل في كتلة موحدة باسم «التحالف الوطني» لضمان منصب رئيس الحكومة المقبل، في ظل استمرار الخلاف داخل التحالف الجديد حول منصبي رئيس الحكومة ورئيس التحالف. أمنياً قتل أمس 7 عراقيين، وجنديان اميركيان، وأصيب 30 بينهم 6 أميركيين بهجمات منفصلة، أبرزها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دورية مشتركة عراقية - أميركية في ديالى. وأكد بيان للجيش الأميركي «مقتل جنديين أميركيين وإصابة 6 آخرين عندما انفجرت سيارة يقودها انتحاري قرب دورية مشتركة» في منطقة جلولاء في محافظة ديالى (160 كلم جنوب بغداد). وقتل في الهجوم شرطي ومدنيان عراقيان وأصيب 22. وتتزامن ارتفاع وتيرة العنف في العراق، الذي اعتبرته منظمة «غلوبال بيس اندكس» العالمية «اخطر» بلد في العالم، مع استمرار السجال السياسي بين الفرقاء العراقيين وأزمة تسمية مرشح لرئاسة الوزراء. واختار ائتلاف «دولة القانون» و»الوطني العراقي» التوحد في كتلة باسم «التحالف الوطني» وأبلغا الكتل السياسية والمحكمة الاتحادية ورئيس السن للبرلمان الجديد حسن العلوي بذلك بعد اجتماعات مطولة مساء الخميس. وقال القيادي في «الائتلاف الوطني» نصار الربيعي ل «الحياة» إن «الائتلافين اتفقا على دخول جلسة البرلمان تحت لواء كتلة واحدة وهي» التحالف الوطني، على رغم وجود عدد من القضايا العالقة بين الطرفين». موضحاً ان «قادة الائتلافين وجدا ان المصلحة الأهم الآن هي دخول البرلمان في كتلة واحدة على ان يتم البحث في تفاصيل اختيار مرشح رئاسة الوزراء ورئيس التحالف الجديد خلال الأيام المقبلة على ان تدار رئاسة التحالف الآن بقيادة موقتة». ولفت الى ان «التحالف الجديد سيمثل اكبر كيان نيابي عدداً» (159 مقعداً من أصل 325). وتشهد كواليس التحالف الجديد نوعين من الخلافات احدها حول منصب رئاسة الوزراء، الذي يتنافس عليه زعيم «حزب الدعوة» نوري المالكي مع مرشح «المجلس الإسلامي الأعلى» عادل عبد المهدي ورئيس تيار «الإصلاح» ابراهيم الجعفري. ويتوقع ان يؤدي التنافس الشديد على المنصب إلى طرح أسماء عدد من مرشحي التسوية، أو مرشح مستقل من خارج الأحزاب المعروفة. وبالإضافة الى ذلك، هناك خلاف آخر داخل الوسط الشيعي على منصب رئيس التحالف الجديد الذي سيكون له دور بارز في توجيه دفة القرار السياسي للحكومة، وأبرز الأسماء المطروحة الجعفري الذي يحظى بدعم تيار الصدر وهمام حمودي عن «المجلس الأعلى»، فيما يتوقع ان يؤول المنصب الى المالكي نفسه في حال فقد وكتلته حق تشكيل الحكومة لمصلحة مرشح تسوية. من جانبها تدخل «القائمة العراقية»، التي حصدت أعلى الأصوات في الانتخابات التي أجريت في آذار (مارس) الماضي، البرلمان بمرشحها لرئاسة الحكومة اياد علاوي الذي يقول انصاره ان طهران وضعت فيتو على توليه رئاسة الحكومة وضغطت للإسراع بتوحيد الائتلافين الشيعيين لإنهاء طموحاته بتشكيل الحكومة.