تطلّ الإعلامية ماتيلدا فرج الله الليلة في الحلقة الأولى من برنامجها الجديد على شاشة «المستقبل الإخبارية». تمّ التشاور حول اسم البرنامج حتى أتت النتيجة النهائية «نبض» مرضية للجميع، «شعرت أنّ الاسم يعبّر تماماً عن المضمون لأنّه يوحي بالسرعة، وهذه السرعة هي التي ستميّز فقرات البرنامج حيث ستكون الإجابات محصورة ب «نعم» أو «لا» أحياناً»، وتوافق فرج الله على عبارة «نبض الشارع» التي قد تتبادر إلى الأذهان لأنّ ما ستقدّمه سيعكس الواقع الذي نعيشه، فالبرنامج يطرح مواضيع سياسية - اجتماعية ويتطرّق إلى ما يهمّ الناس ويتعلّق بهم. ما الجديد الذي سيقدّمه «نبض»؟ تجيب ماتيلدا بموضوعية أن لا جديد تحت الشمس فالمحطات تعجّ بكلّ أنواع البرامج، «ولكن تبقى خصوصية المقدّم هي الميزة التي تفرّق برنامجاً عن آخر، أضف إلى ذلك أنّ السرعة التي نعتمدها ستشكّل فارقاً أيضاً، ولكنّ المواضيع المطروحة قد تكون مشتركة لأنّ الجميع يستمدّ الأفكار من المنبع نفسه: المجتمع». الحلقات الأولى من «نبض» ستكون مسجّلة ولكنّ البرنامج سيصبح في ما بعد مباشراً على الهواء. أمّا عن مدى حماستها للانضمام إلى محطة «المستقبل الإخبارية» فتخبر أنّ كلّ شيء جديد يحمّسها، ولو لم تكن متحمّسة لما قامت بهذه الخطوة، «شعرت أنّني قدّمت كلّ ما أستطيع تقديمه في قناة «هي»، ومن هنا ولدت الرغبة في التجديد والانتقال إلى مرحلة مختلفة». ماتيلدا فرج الله التي تشترط دوماً أن تحظى بمساحةٍ من الحرية تخوّلها أن تكون موضوعية وأن لا تذوب في سياسة المحطة التي تطل عبرها، هل تتخوّف من مواجهة مشكلة في هذا الموضوع خاصّة أنّ شاشة «المستقبل» في شكلٍ عام محسوبة على جهة سياسية معينة؟ «لست خائفة على الإطلاق» تجيب ببساطة، «نوعية الملفات التي سأختارها لن أحرج نفسي بها فأضطر إلى خفض سقف حريتي، ولن أحرج المحطة برفع السقف إلى مستوى أعلى من قدرتها على التحمّل، سأختار ملفات تعني المواطن كائناً مَن كان في شكلٍ أستطيع من خلاله أن أعبّر عن قناعاتي بكل موضوعية كما عوّدت نفسي وكما اعتادني المشاهدون». تصريح خطير! «الكفاءة وحدها لا تكفي في الإعلام» قول يمكن وصفه بأنّه تصريح خطير عن لسان الإعلامية ماتيلدا فرج الله، فهل يجب على الإعلامية مثلاً أنّ تقدّم خدمات أخرى إلى جانب كفاءتها كي تنجح؟ توضح أنّ ما تقوله لا يعني بالضرورة أنّ الإعلامية عليها أن تتنازل عن أي شيء، بل تعني أنّ كلّ شخص يريد دخول مجال الإعلام يحتاج إلى دعمٍ من أحد، قد يكون هذا الدعم ناتجاً عن علاقات سياسية أو عن صلة معرفة مع مسؤول في محطة تلفزيونية... «لو كانت الكفاءة هي وحدها التي تتحكم في اختيار الإعلاميين لكانت الوجوه الإعلامية الحالية اختلفت كثيراً». ما الصورة المثالية التي ترى ماتيلدا فرج الله أنّ إعلامنا اللبناني، أو حتّى العربي، يجب أن يكون عليها؟ تسارع إلى القول إنّه أولاً يجب ألا يكون إعلام محاصصة، «إنّ ما أدخل الخلل إلى الأداء الإعلامي هو أنّه يتم وسط إعلام محاصصة حيث باتت كلّ وسيلةٍ إعلاميةٍ موجودةً في شكلٍ أساسي لخدمة مشروع سياسي، فلم يعد الهدف طرح القضية من زواياها جميعها بل من الزاوية التي تناسب المشروع». وتلفت إلى أنّ مَن يرغب في رؤية مختلف الزوايا عليه متابعة كلّ النشرات على كلّ المحطات التلفزيونية. ولكن مهما كثرت الأفخاخ التي يمكن الإعلامي أن يقع فيها تصرّ فرج الله على أنّ كلّ شخص يمكن أن يفرض شخصيته الإعلامية، «البعض اختار بإرادته الذوبان في لوغو المحطة التي يعمل فيها في حين استطاع آخرون الحفاظ على موضوعيتهم ومهنيتهم واحترافهم». ضد القيود ماتيلدا التي تعجز عن العمل في جوٍّ يقيّدها أسست مجلتها الخاصة «سينييه» كي تجد متنفساً لها فتستطيع التعبير بحرّية عن كل ما يحلو لها، «هذه المجلّة كانت تحدّياً نتيجة قرف من الجوّ السائد، وأردت من خلالها أن أبرهن أنّ الإعلامي ليس مجرد رقم في الوسائل الإعلامية بل هو صاحب قناعات تؤسس لمبادئ صحيحة». على رغم الحرية المطلقة التي تملكها في التعبير من خلال مجلتها هل يبقى التلفزيون حلماً أو هدفاً عند ماتيلدا؟ تشير إلى أنّ التلفزيون هو مشروع مختلف عن الإعلام المكتوب، «التلفزيون هو وجود ملموس حيث الإحساس بالنجاح يكون مباشراً، فما إن تنتهي الحلقة مثلاً حتى يمكن المرء أن يسمع الأصداء حولها، أضف إلى هذا أن نسبة الانتشار تكون أوسع وأشمل». ولكن على رغم كل تلك الأهمية التي توليها للتلفزيون تؤكّد أنّه ليس كلّ شيء، ووحده لا يمكن أن يوصل الشعور بالاكتفاء، خاصّة عند مَن اعتاد على الإعلام المكتوب والإعلام المسموع. الإعلام المكتوب في رأيها هو عصب الإعلام في شكلٍ عام وهو المدرسة الأولى عند الإعلامي، «أنا لا أتخيّل مقدّماً على الشاشة أو في الإذاعة لا يجيد الكتابة». وتخبر ماتيلدا أنّ كلّ وسيلة إعلامية تجعلها تشعر بالفرح بطريقة مختلفة بحيث تعجز عن الاستغناء عن أيّ وسيلة عملت فيها. أخيراً، كم حققت من مجمل أحلامها وما الذي ترغب في تنفيذه؟ تقول: «لا يمكنني أن أقول إنّني لم أحقق بعضاً من أحلامي، ولكن تعبي الكبير لإنجازها يجعلني اليوم أشعر أنّ ما حققته ما زال قليلاً، بمعنى آخر، إن قارنتُ بين التعب والنتيجة أكتشف أنّ ما حققته ليس على قدر جهدي، وعلى رغم ذلك طموحي كبير ولن يتوقف، وأعترف أنني أتعبت نفسي وأتعبت مَن حولي بسبب هذا الطموح»، أمّا في ما يتعلّق بالأحلام المستقبلية فتفضّل حالياً تأجيلها للتركيز على «نبض»، مع المحافظة على حضورها في إذاعة «لبنان الحر» ومجلة «سينييه». * تستقبل ماتيلدا فرج الله في الحلقة الأولى من «نبض» في السادسة مساء اليوم بتوقيت غرينتش، كلاً من النائب عقاب صقر والناقد الزميل إبراهيم العريس لتناقشهما في مسائل تتعلق بالإعلام وجمهوره في لبنان.