توقعت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) أمس، انخفاض الطلب العالمي على الخام من إنتاجها إلى ما دون مستوى التوقعات السابقة في 2016 في ظل تباطؤ الاستهلاك، ما يزيد الفائض في المعروض في السوق هذه السنة. وفي غضون ذلك تواصلت التصريحات التي تسبق انعقاد الاجتماع المرتقب للمنتجين في الدوحة الأحد المقبل، وبرزت معلومات تفيد بأن وزير النفط الإيراني لن يحضره، في وقت أجرى وزير الطافة الروسي محادثات مع نظيره السعودي لتنسيق المواقف. وخفض التقرير الشهري ل «أوبك» توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط بواقع 50 ألف برميل يومياً بسبب ضعف الاقتصاد في الصين وأميركا اللاتينية، وأشار إلى أن مزيداً من التعديلات النزولية قد تأتي لاحقاً إذا استمرت المؤشرات الحالية. وخفضت المنظمة توقعاتها للطلب على خامها في 2016 إلى 31.46 مليون برميل يومياً في مقابل 31.52 مليون برميل يومياً في التقديرات السابقة. ووفق مصادر ثانوية، ضخت « أوبك» 32.25 مليون برميل يومياً في آذار (مارس) بزيادة 15 ألف برميل يومياً عن شباط (فبراير). وأشار التقرير إلى فائض في الإمدادات قدره 790 ألف برميل يومياً في 2016 إذا ظلت المنظمة تضخ بمعدلات آذار (مارس) ذاتها في مقابل 760 ألف برميل يومياً وفقاً لتقرير الشهر الماضي. وتوقعت المنظمة انخفاض الإمدادات من خارجها بواقع 730 ألف برميل يومياً في 2016 في مقابل انخفاضها 700 ألف برميل يومياً في التقديرات السابقة. وأشارت «أوبك» إلى أن السعودية أبلغتها بضخ 10.22 مليون برميل يومياً في آذار من دون تغير يذكر عن شباط (فبراير). وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي، استبعد في تصريح أمس إلى «الحياة» خفض بلاده إنتاجها وقال رداً على سؤال عن خفض المملكة إنتاجها «إنسَ هذا الموضوع». وأضاف «أسعار النفط متقلبة (...) فهناك هبوط وأحياناً ارتفاع». إلى ذلك، أمل وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، في أن يتم التوصل إلى اتفاق في شأن تثبيت مستويات إنتاج النفط في اجتماع الدوحة، وقال في خلال زيارته للعاصمة الأرمينية يريفان: «نحن متفائلون وسنذهب إلى هناك لتوقيع اتفاق». وأضاف أن 17 دولة تعتزم المشاركة في الاجتماع. وأعلنت الناطقة باسم وزارة الطاقة الروسية بأن نوفاك أجرى محادثات مع النعيمي أول من أمس في شأن تثبيت مستويات الإنتاج. وقال نائب وزير الطاقة الروسي كيريل مولودتسوف، إن موسكو ستستضيف منتدى للطاقة في 20 الجاري لبحث نتائج اجتماع الدوحة. وبرزت معلومات أدلى بها صحافي يعمل في مجلة «صدا» الإيرانية الأسبوعية في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»، مفادها أن وزير النفط بيغن زنغنه لن يحضر اجتماع الدوحة لكن ممثلاً إيرانياً سيشارك فيه. ورأى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى عرقلة اتفاق قد ينتج عن الاجتماع متهماً واشنطن بممارسة ضغوط شديدة لمنع التوصل لاتفاق. وأضاف في كلمة تلفزيونية أسبوعية: «لا يمكنكم أن تتصوروا حجم الضغوط الآتية من واشنطن لضمان فشل المساعي التي قمنا بها على مدى العام الماضي لإيجاد استراتيجية مشتركة بين المنتجين في أوبك وخارجها بهدف استقرار السوق والأسعار». الى ذلك، هبطت أسعار النفط في العقود الآجلة اثنين في المئة بفعل مخاوف من فشل اجتماع الدوحة في وضع حدٍ لزيادة الإنتاج في وقت تأثرت أسواق الوقود بارتفاع الدولار. وانخفض خام «برنت» بواقع 78 سنتاً إلى 43.90 دولار للبرميل أو ما يعادل 1.7 في المئة بعدما سجل أعلى مستوياته في أربعة أشهر في الجلسة السابقة عندما أغلق مرتفعاً 1.86 دولار أو ما يعادل 4.3 في المئة. وانخفض الخام الأميركي 83 سنتاً أو 1.97 في المئة إلى 41.34 دولار للبرميل بعدما زاد 1.81 دولار بما يعادل 4.48 في المئة في اليوم السابق. في سياق آخر، أعلن وزير النفط الكويتي بالوكالة، أنس الصالح، أن المفاوضات ما زالت مستمرة مع نقابات النفط في شأن مشروع البديل الاستراتيجي، مؤكداً أنه لا يمس العاملين في القطاع النفطي سواء من ناحية الرواتب أو المزايا والمكافآت. وهذا المشروع هو هيكل جديد للمستحقات المالية والمزايا الوظيفية تريد الحكومة تطبيقه على العاملين في الدولة وترفضه النقابات النفطية. ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) عن الصالح قوله «مشروع البديل الاستراتيجي لن يمس القائمين على أعمالهم الآن وجاء ليحقق العدالة التي يطمح إليها كل أبناء الشعب الكويتي ولا يزال المشروع تحت نظر اللجنة البرلمانية المتخصصة». إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «توتال»، باتريك بويان، إن أولوية الشركة في العودة لقطاع الطاقة الإيراني ستكون الغاز والبتروكيماويات. وأضاف في مؤتمر دولي عن الغاز الطبيعي المسال أن شركته لم توقع أي اتفاقات في إيران حتى الآن.