أعلنت «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) أن فائض معروض النفط في السوق العالمية سيرتفع هذه السنة عما كان متوقعاً، في وقت يضخ أعضاء المنظمة مزيداً من النفط بما يعوض انخفاض إنتاج الدول غير الأعضاء المتضررة من هبوط الأسعار. وأفاد التقرير الشهري للمنظمة أمس بأنها ضخت 32.33 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير) بزيادة 130 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق. وجاءت الزيادة في إنتاج «أوبك» في وقت تتوقع المنظمة تباطؤ وتيرة نمو الطلب في 2016. وأشار التقرير إلى أن فائض المعروض سيبلغ 720 ألف برميل يومياً في 2016 إذا واصلت المنظمة الضخ بمعدل كانون الثاني (يناير) ارتفاعاً من 530 ألف برميل يومياً في تقرير الشهر الماضي. إلى ذلك، نقلت قناة «برس تي في» الإيرانية أن وزير النفط بيغن زنغنه قال إن طهران مستعدة للتفاوض مع السعودية في شأن الأوضاع الراهنة في أسواق النفط العالمية. ونقلت القناة عنه قوله: «ندعم أي شكل من أشكال الحوار والتعاون مع الدول الأعضاء في أوبك بما في ذلك السعودية». لكن نائبه، مسعود هاشميان إصفهاني، أكد أن إيران لا تستطيع خفض إنتاجها نظراً إلى حاجتها لاستعادة حصتها السوقية والعودة بالإنتاج إلى مستويات ما قبل فرض العقوبات. وقال عندما سئل إن كانت طهران مستعدة للتنسيق في خفض الإنتاج لدعم سوق النفط: «لا نود أن نخفض (...) نحتاج لاستعادة حصتنا». وأضاف من موسكو: «سعر النفط يعتمد بالكامل على وضع السوق ولدينا فائض معروض حالياً (...) ربما على بعض الدول خفض حصته وأن تستعيد دول كثيرة حصتها». ومن لندن، اقترح رئيس شركة «روسنفت» النفط الروسية الحكومية، أن تخفض كبرى الدول المنتجة للخام الإنتاج بالاتفاق في ما بينها لدعم الأسعار المتدنية لكنه لم يذكر اذا روسيا مستعدة لخفض الإنتاج. وقال سيتشن في مؤتمر نفطي في لندن إن تخمة المعروض الحالي في السوق سببها الإنتاج الزائد من أعضاء «أوبك». واقترح أن تخفض كبرى الدول النفطية إنتاجها بواقع مليون برميل يومياً لتقليص فائض المعروض الذي قدره بنحو 1.5 مليون برميل يومياً قائلاً: «سيساعد هذا الأسعار بشدة». وتوقع زيادة إنتاج إيران إلى ما بين خمسة ملايين وستة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2025 من ثلاثة ملايين برميل يومياً حالياً بعد رفع العقوبات عن طهران. وقال إن إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة وهو عامل أساسي في تخمة المعروض العالمي، سينخفض في الأمد الطويل. وفي الأسواق، ارتفعت أسعار النفط بعدما لمحت إيران إلى أنها منفتحة على التعاون مع السعودية ليعوض الخام بعضاً من الخسائر التي مني بها في الجلسة السابقة عندما هبط ثمانية في المئة بفعل المخاوف في شأن الطلب وانخفاض الأسهم. وظلت أحجام التداول منخفضة في آسيا حيث إن السوق الصينية مغلقة طوال الأسبوع بمناسبة عطلة السنة القمرية الجديدة. وارتفع سعر خام «برنت» في العقود الآجلة استحقاق أقرب شهر دولاراً إلى 31.32 دولار للبرميل. وارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة تسليم آذار (مارس) 54 سنتاً إلى 28.48 دولار للبرميل. وأعلن «معهد البترول الأميركي» زيادة مخزون النفط في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي بواقع 2.4 مليون برميل. من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن السعودية ستضخ كميات الخام المتعاقد عليها بالكامل إلى اثنين على الأقل من المشترين في آسيا في آذار (مارس) من دون تغيير يذكر عن شباط (فبراير). وكانت الخطوة متوقعة حيث ضخت المملكة الكميات المتعاقد عليها بالكامل لمعظم المشترين في آسيا منذ أواخر 2009. واشار أحد المصادر الى إن «أرامكو» لم تجر أي تعديلات على إمدادات أي من أنواع الخام.