أكدت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) أن إنتاجها من النفط هبط في تشرين الأول (أكتوبر) وتوقعت تراجع إنتاج منافسيها العام المقبل للمرة الأولى منذ العام 2007، إذ يسبب تدني الأسعار خفض الاستثمارات بما يحد من تخمة المعروض في الأسواق العالمية. وأشارت المنظمة في تقرير شهري إلى أنها ضخت 31.38 مليون برميل يومياً في تشرين الأول بانخفاض 256 ألف برميل يومياً عن أيلول (سبتمبر). وإذا تحققت توقعاتها بهبوط إمدادات المعروض من خارجها فسيكون ذلك مؤشراً جديداً الى أن استراتيجية المنظمة تؤتي ثمارها. وجاء في التقرير: «انتج هبوط الأسعار أخيراً طلبا إضافياً على النفط، ووفر أيضاً مناخاً زاخراً بالتحديات في السوق لبعض أصحاب الإنتاج النفطي الأعلى كلفة والذي تباطأ فعلاً». وتتوقع «أوبك» هبوط إنتاج النفط من المنتجين خارجها بنحو 130 ألف برميل يومياً بعدما زاد 720 ألفاً هذه السنة «إذ أن خفض الإنفاق الرأسمالي نحو 200 بليون دولار في العامين الحالي والمقبل يؤدي إلى فجوة في الإمدادات». ونقل التقرير عن مصادر ثانوية أن إنتاج «أوبك» إنخفض في تشرين الأول بسبب تأخر صادرات في العراق وانخفاض إمدادات السعودية والكويت. وأشار إلى أن الفائض في المعروض سيبلغ 560 ألف برميل يومياً في السوق العام المقبل إذا واصلت المنظمة الضخ بمعدلات تشرين الأول، انخفاضاً من 750 ألف برميل يومياً أشار إليها تقرير الشهر الماضي. وتتوقع المنظمة أن يرتفع الطلب على نفطها في الربع الثالث من 2016 ليصل إلى 31.51 مليون برميل يومياً في المتوسط متجاوزاً مستوى الإنتاج الحالي للمرة الأولى خلال شهور. وأبقت المنظمة في التقرير على توقعاتها للطلب العالمي في 2016 من دون تغيير، متوقعة أن تحتاج السوق العالمية 30.82 مليون برميل يومياً من المنظمة وأن يزيد هذا الطلب العالمي بمقدار 1.25 مليون برميل يومياً. ومن أبوظبي أعلن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن بلاده ستلعب دوراً رئيساً في استقرار أسواق النفط مستقبلاً وملتزمة في مواصلة الإنفاق على مشاريعها الخاصة بالطاقة بغض النظر عن سعر النفط. وأشار في الجلسة الختامية ل «مؤتمر ومعرض أبوظبي للنفط» (أدبيك) إلى أن حكومة الإمارات معروفة بالتزامها بترتيبات الإمدادات المتفق عليها مع زبائنها والوفاء بتعهداتها. وأشار إلى أن الإمارات لعبت دوراً رئيساً في الاستقرار السياسي في المنطقة. إلى ذلك، أعلن مساعد وزير الطاقة الإيراني، هوشنك فلاحتيان، أن إيران تأمل في وصول إنتاجها من النفط إلى 4.3 مليون برميل يومياً العام المقبل عندما تُرفع العقوبات الدولية عنها. وقال إن 1.8 مليون برميل يومياً ستتاح للاستهلاك المحلي في 2016 بينما سيُصدر الجزء المتبقي. في السياق ذاته، أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن روسيا تدرس تقديم قرضين إلى إيران قيمتهما سبعة بلايين دولار. وارتفعت عقود الخام الاميركي لأقرب استحقاق 23 سنتاً أو 0.54 في المئة الي 43.16 دولار للبرميل متأثرة بزيادة في الإنتاج والمخزون في الولاياتالمتحدة وتباطؤ اقتصادي في آسيا وخصوصاً في الصين واليابان. وزادت عقود خام القياس الدولي مزيج «برنت» 25 سنتاً أو 0.55 في المئة الى 46.06 دولار للبرميل بعدما سجلت خسائر بلغت 3.4 في المئة في الجلسة السابقة. من جهة أخرى، تعتزم إندونيسيا تعيين مسؤول بارز من وزارة الطاقة محافظاً لها لدى «أوبك» إذ تستعد للعودة إلى المنظمة في كانون الأول (ديسمبر) بعد فترة غياب دامت سبع سنوات. وقال ودهياوان براويراتمادجا، الذي سيعين محافظاً لدى «أوبك» قريباً في رسالة نصية إلى وكالة «رويترز»: «وظيفتي ستكون حضور اجتماع مجلس المحافظين مرتين سنوياً»، مضيفاً أن مقر عمله سيكون في جاكرتا.