قال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سورية أنور عبدالهادي إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بات يسيطر على القسم الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبدمشق، بعد طرد «جبهة النصرة» من مواقع عدة فيه. وأوضح عبدالهادي أن «داعش شن هجوماً على عدد من مواقع حليفه السابق في اليرموك تنظيم جبهة النصرة (ذراع القاعدة في سورية)، وحقق تقدماً كبيراً، بعدما سيطر على نحو 60 في المئة منه». وأضاف أن «التنظيم حاصر عناصر جبهة النصرة في مناطق عدة وطالبهم بالانسحاب»، مشيراً إلى أن «عدداً من عناصر جبهة النصرة بايعوا داعش». وأكد عبدالهادي أن الاشتباكات أسفرت «عن مقتل عدد كبير من عناصر جبهة النصرة وثلاثة مدنيين». ويقطن في مخيم اليرموك حالياً نحو ستة آلاف مدني، ويبلغ عدد عناصر تنظيم «داعش» فيه نحو ثلاثة آلاف يتوزعون في المخيم وفي بلدة الحجر الأسود المجاورة له، في حين يبلغ عدد مقاتلي تنظيم «جبهة النصرة» نحو 300 عنصر. وكان «داعش» و«جبهة النصرة» يسيطران على نحو 70 في المئة من مخيم اليرموك، فيما كانت تسيطر الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن السوري على الباقي في شمال المخيم. واعتبر عبدالهادي أن «التصعيد الذي قام به داعش في المخيم جاء نتيجة هزيمته الأخيرة في تدمر والقريتين ليثبت أنه ما زال قوياً وقادراً على القتال». وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان حدوث معارك عنيفة بين «جبهة النصرة» والتنظيم في مخيم اليرموك، مشيراً إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وتعثر في نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تنفيذ اتفاق غير مسبوق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم «داعش»، من ثلاث مناطق جنوب العاصمة السورية غداة مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام» الفصيل الأقوى في ريف دمشق، وفق مصادر عدة. وهاجم «داعش» في الأول من نيسان (ابريل) 2015 مخيم اليرموك الذي دخله من حي الحجر الأسود المجاور، بتنسيق مع «جبهة النصرة». وتمكن من السيطرة على 70 في المئة من المخيم قبل أن ينسحب إلى الأحياء الجنوبية منه. وكان عدد سكان المخيم 160 ألفاً قبل بدء النزاع السوري في منتصف آذار (مارس) 2011.