شارك نحو سبعة آلاف من فلسطينيي ال 48 في التظاهرتين المركزيتين في بلدتي عرابة (في الشمال) وصويرين (النقب) إحياءً للذكرى السنوية ال 38 ل «يوم الأرض» الذي استشهد فيه ستة شبان فلسطينيين برصاص الجيش والشرطة الإسرائيليين حين خرجوا يتظاهرون ضد مخطط جديد لسلب الأراضي الفلسطينية. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا ضد سياسة التمييز وتهويد الأرض العربية التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة بحق الفلسطينيين في الداخل، وضد ممارسات قمع الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. واختتمت التظاهرتان بمهرجان خطابي أكد فيه المتحدثون أهمية رص الصفوف لمواجهة السياسات الإسرائيلية. وسبقت التظاهرتين مسيرات في بلدات الشهداء إلى أضرحة الشهداء ووضع أكاليل من الزهور وقراءة الفاتحة على أرواحهم. وتقدم التظاهرات والمسيرات قادة لجنة المتابعة الأحزاب والحركات السياسية وهيئات المجتمع المدني. وعمّ الإضراب البلدات العربية، خصوصاً مؤسساتها الرسمية والتعليمية، بقرار من «لجنة المتابعة العليا». وأرغمت وزارة التربية والتعليم تحت طائلة التهديد بالفصل، معلمي المدارس على الحضور، لكن الطلاب تغيبوا عن الدراسة. وحصلت بعض المشادات بين مشاركين على خلفية رفع بعضهم علم سورية تم احتواؤها. ولمناسبة الذكرى، أصدر مركز «عدالة» القانوني للأقلية الفلسطينية في الداخل، بحثاً استعرض فيه ما تعرضت اليه الأراضي الفلسطينية على جانبي «الخط الأخضر» الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية من سلب آخر. وأكد البحث إمعان وزارة البناء والإسكان في نشر عروض لبناء آلاف الشقق السكنية الجديدة في أنحاء الضفة والقدس المحتلتين العام الماضي. واستذكر البحث أن إسرائيل صادرت في السنوات الأولى بعد إقامتها عام 1948، جميع أملاك اللاجئين الفلسطينيين التي قدّرتها الأممالمتحدة بأكثر من سبعة ملايين دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وجميع أملاك مهجري الداخل «بمساحة مليون و200 ألف دونم ومصادرتها بموجب قانون «شراء الأراضي». وواصلت لاحقاً مصادرة عشرات آلاف الدونمات الأخرى، وباتت سلطة أراضي إسرائيل تسيطر اليوم على 93 في المئة من أراضي إسرائيل التي تعتبر أراض بملكية الدولة وسلطة التطوير و «الصندوق القومي اليهودي». وشهدت مدن في الضفة الغربية تظاهرات في ذكرى «يوم الارض»، خصوصاً عند باب العامود، احد ابواب البلدة القديمة في القدسالمحتلة، اضافة الى مدن نابلس، والخليل، وبيت لحم، وقرية الخضر. وكان لافتاً ان مدينة رام الله شهدت يوماً اعتيادياً خلا من اي فعاليات في هذه المناسبة. وفي قطاع غزة، نظمت القوى الوطنية والاسلامية أمس وقفة قرب من بلدة بيت حانون على بعد كيلومترات من حاجز بيت حانون (ايريز) العسكري الاسرائيلي لمناسبة «يوم الأرض»، شارك فيها قياديون وممثلون عن الفصائل كافة، بما فيها حركتا «فتح» و «حماس»، في مشهد يعكس وحدة وطنية غير حقيقية، خصوصاً ان الخلافات والمناكفات السياسية على خلفية الانقسام ما زالت تعصف بالساحة الفلسطينية. وخلال الوقفة، طالبت القوى الوطنية والإسلامية ب «اعتماد استراتيجية وطنية شاملة تستند الى حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ودحره عن كامل الأرض الفلسطينية». ودعت الى «الاسراع بالانضمام الى المنظمات الدولية المنبثقة عن الأممالمتحدة، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، لتقديم قادة الاحتلال للمحاكمة على جرائمهم في حق شعبنا». وشددت على أن «مواجهة أخطار الاحتلال يتطلب استمرار رفض القبول بالشروط الأميركية، وكل أشكال الضغوط ومحاولات فرض اتفاق الاطار الذي ينتقص من حقوق شعبنا وفق ما يسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري». وجددت دعوتها الرئيس محمود عباس إلى «عدم تجديد المفاوضات بأي حال من الأحوال، وتحميل الاحتلال مسؤولية رفضه الإقرار بحق الشعب الفلسطيني».