اعتاد مرتادو دور السينما العربية على أن أفلام هوليوود التي تقدمها تلك الصالات تأتي متأخرة في تاريخ طرحها عن بداية انطلاقتها في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية لكن الحقيقة التي تغيب عن الكثيرين هي أن منتجي هوليوود باتوا يولون اهتماماً كبيراً بدور العرض العربية، خصوصاً وأن مخاوفهم من مخاطر قرصنة تلك الأفلام أو تسجيلها لم يعد لها ما يبررها مع الحرص الكبير الذي تبديه دور العرض على منع أي محاولة تعد أو قرصنة. ويتجلى اهتمام المنتجين بالعالم العربي كسوق مؤثر من خلال تنافس الأفلام الأكبر دخلاً في العالم في دور عربية مختلفة في التوقيت نفسه مع أميركا فالفيلم الأعلى دخلاً في التاريخ «أفاتار» انطلق عرضه في دول عربية مختلفة بالتزامن مع أميركا وبحد أقصى بفارق أسبوعين عن عرضه في العالم، واليوم وبينما تتنافس أفلام شهيرة مثل «الرجل الحديدي» و «روبين هود» على صدارة شباك التذاكر الأميركي نجد أن عرضها انطلق في الوقت نفسه في العالم العربي ففيلم «روبين هود» بدأ عرضه في لبنان بأسبقية يوم عن عرضه الأول في أميركا بينما عرض «الرجل الحديدي» في دول الخليج في اليوم نفسه الذي بدأ عرضه فيه حول العالم. إضافة إلى عرض الجزء الرابع والأخير من فيلم الرسوم المتحركة «شريك» في الخليج والدول العربية – باستثناء السعودية التي لا تمتلك دور عرض -، ويرى الكثير من المهتمين حول العالم بأن حرص المنتجين على التواجد في الأسواق العالمية بتوقيت متقارب اسهم وبشكل كبير في الحد من القرصنة خصوصاً وأن الأفلام العالمية اليوم بات من السهل تداولها عبر الإنترنت بعد قرصنتها عن طريق أجهزة العرض الخاصة بصالات السينما الأمر الذي اسهم وبشكل كبير في تراجع عائدات الأفلام التي تعرض متأخرة. ويملك المشاهد العربي اليوم الأسبقية على مشاهدي دول أوروبية وشرق آسيوية مختلفة في ظل حرص بعض النجوم إلى افتتاح أفلامهم في العواصم الشهيرة مثل لندن وطوكيو بحضورهم الشخصي رغبة في دعم تواجدهم وجماهيريتهم، الأمر الذي تضطر معه دور العرض لتأجيل إطلاق أفلامهم لمدة تزيد عن الشهر أحياناً، وهو ما حدث مع فيلم «الرجل العنكبوت» الذي أصرت شركة سوني المنتجة على حضور نجومه للعرض الافتتاحي في العاصمة اليابانية طوكيو باعتبارها المركز الرئيسي للشركة ما أدى إلى تأخر العرض الافتتاحي للفيلم لما يزيد على الشهرين بينما انطلق عرضه في الدول العربية في وقت مبكر من العام الماضي. وتعيش دور العرض العربية حالة جيدة من الانتعاش في الفترة الأخيرة بعد تمكنها من كسب ثقة المتابعين في ما تقدمه من أعمال مميزة وفي أوقات مبكرة، وهو ما أصبح من السهل ملاحظته على دور العرض المختلفة التي باتت تشهد إقبالاً كبيراً خصوصاً في لبنان التي كانت دور عرضها قبل سنوات تشكو من قلة الاهتمام والمتابعة.