«السعودية تحتاج مئات الآلاف من خريجي وخريجات الهندسة المعمارية، خصوصاً أن الدراسات الحديثة كشفت وجود نقص كبير في أعداد السعوديين العاملين في مجال الهندسة»، بهذه الكلمات بدأت رئيسة قسم العمارة في جامعة عفت الدكتورة ميرفت الشافعي حديثها إلى «الحياة» على هامش المعرض الثاني ل «المعماريات» الذي نظمته جامعة عفت يوم أمس (الإثنين)، وأردفت: «يجب على الجامعات السعودية كافة زيادة عدد خريجيها من كليات الهندسة، إذ إن البلاد تمر بمرحلة تطور وبناء كبيرة، ولمواكبة هذه التنمية التي ترفل بها السعودية يجب علينا سد حاجة سوق العمل من المهندسين، خصوصاً أن العاملين في مجال الهندسة حالياً غير سعوديين». وفيما لفتت الشافعي إلى أن الدراسات التي أجريت على سوق العمل السعودي تؤكد وجود نقص كبير في الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الهندسة، عرّجت على عمل المرأة في هذا المجال مبينة أن أساس العمل في مهنة الهندسة المعمارية أن تكون الفتاة حريصة على الظهور والتعامل بعاداتها وتقاليدها، «وهذا ما نحرص عليه في بداية التحاق الطالبات بالقسم». ورأت أنه يتوجب على «المهندسة» الانتقال إلى مواقع تنفيذ المشاريع والتعامل المباشر مع العاملين على تنفيذها حتى تتمكن من فرض ذاتها في المهنة، التي يجب على الفتاة الراغبة في مزاولتها أن تحرص جيداً على احترام العادات والتقاليد واحترام من تعمل وتتعامل معهم. وذهبت إلى أن بإمكان المهندسة «الجدِّية» فرض نفسها في مجال الهندسة، «المرأة هي من تفرض احترامها واحترام عقليتها من خلال أسلوب تعاملها ومدى جديتها في العمل». وتعتقد الشافعي أن المجتمع السعودي متقبل لفكرة عمل المرأة كمهندسة، «طاول تطور كبير المجتمع السعودي ما يجعل تقبل أفراده لعمل المرأة في مجال الهندسة، وعدم اعتراضهم عليه، أمراً مفروغاً منه». في المقابل، قررت مي موصلي، وهي طالبة تخرجت في قسم الهندسة المعمارية، دراسة تخصص والدها المهندس المعماري وإن كان هذا الهدف يتطلب منها السفر للخارج، وقالت ل «الحياة»: «حلمي أن أكون مهندسة معمارية، وهذا ما جعلني أدخل هذا القسم برغبة مني وبدعم من والدي الذي يعمل في المجال ذاته». إما إيلاف العامري فتركت كليتها الأولى (طب الأسنان) لتلتحق بقسم الهندسة، وأوضحت ل «الحياة» سبب تحولها من الطب إلى الهندسة، «كانت رغبة والدي أن أكون طبية أسنان، وبالفعل تم التحاقي بكلية طب الأسنان في جامعة الملك عبدالعزيز، لكن بعد مرور فترة من التحاقي بكلية الطب، لم أجد نفسي في ما أدرس، وهذا جعلني أعيد التفكير في دراستي ومستقبلي المهني، خصوصاً أني كنت أبحث عن ذاتي». مشيرة إلى أنها لم تجد معارضة لرغبتها من قبل والداها. وتابعت: «بعد التحاقي بقسم الهندسة وجدت ضالتي ووجدت نفسي في هذا التخصص ولم أندم على تركي كلية الطب». بينما، ذهبت نادية جوهر إلى أن حبها للتصميمات منذ الصغر دفعها إلى دخول مجال الهندسة، وذكرت أن دراستها للهندسة جاءت عن قناعة كاملة، خصوصاً أنها أشبعت حبها القديم للتصميمات الداخلية والديكور، لا سيما أن مجال الهندسة المعمارية يعطي الفرد الفرصة في الابتكار وتطوير الذات المستمر.