وكأن الأرض تفغر فاها أو أفواهها. هكذا يخيل لزائر منطقة الشويمس الواقعة على بعد 290 كيلو متراً عن مدينة حائل، وهو يرى تلك الفوهات العملاقة المتفرقة في أنحاء المكان. مشاهد لا ترى إلا في الأفلام السينمائية أو الوثائقية. مجموعة من الكهوف العملاقة تُشعِر الزائر بالدهشة لوجود مثل هذه المعالم التي لم يخطر يوماً على باله أن منطقة حائل أو سواها تضم مثلها. روح المغامرة أيضاً تسيطر على زوار المكان الذي يحرص السواح الأجانب على زيارته. وأمام كبر حجم «كهف شعفان» التي يقدر حجمه ب22 ألف متر مكعب (يبلغ طوله نحو 150 متراً وعرضه 15 متراً وارتفاعه 10 أمتار). ليس من اليسير دخول الكهف المحاط بمنطقة وعرة، فضلاً عن الظلام الدامس الذي يحتل كل شبر من الكهف العملاق، فمهما تحركت الشمس في السماء، سيكون عليك أن تحمل معك مصباحاً يبدد الظلمة المحيطة بك، ومن يرغب في النزول إليه عليه أن يتحلى بالشجاعة وروح المغامرة، فكثيرون ممن يصلون إلى هذا «الفم الأرضي» يخشون أن يبتلعهم، فيعرضون عن دخوله. ولترتفع وتيرة المغامرة، تجد الظلمة متحالفة مع برودة الجو داخل «شعفان» الذي استطاعت معاول الزمن تفتيت أطراف فوهته، كرجل عجوز تساقطت أسنانه، وهو أمر إضافي يصعب على المغامر النزول إلى «الكهف المنسي». من الداخل تبدو الصورة مع كشّافات الإنارة الغازية «مطمئنة» إلى حد ما، لكن بعد خطوات عدة، تكتشف أن السقف الذي كان يبعد عن رأسك ما يزيد على ثمانية أمتار، هوى فسد طريقك، لتضطر إلى الزحف على ركبتيك في انتظار ارتفاعه من جديد إلى علو يتجاوز عشرة أمتار. ما يزيد المغامرة إثارةً بقايا عظام وجماجم لبعض الحيوانات، فيما تلاحظ تجمعات للمياه في بعض الأماكن. يصف أحد أعضاء قافلة الإعلام السياحي الذين زاروا كهف الشويمس شعوره بالممتع، «أنت لا ترى مثل هذا المنظر حتى في الأفلام السينمائية، خصوصاً منظر الكهف الذي يمثل نفقاً طويلاً وموحشاً ورائحة التربة الرطبة التي زادت من رطوبة الجو». وانتقد عدم الاهتمام بكهف شعفان على رغم مساحته الكبيرة وارتفاعاته العالية التي تصلح مواقع لتصوير الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. فيما يؤكد الدكتور عبدالله الرشيدي خلال زيارة «قافلة الإعلام السياحي الثامنة» لكهف شعفان، أن هناك كهوفاً أخرى لا تقل عنه حجماً وقيمةً، وتنتشر بالقرب من كهف شعفان، ويبلغ عدد المكتشف منها أكثر من 9 كهوف، إضافة إلى احتواء المنطقة على فوهات بركانية، يزيد عددها على 12 فوهة. وناشد الرشيدي هيئة السياحة والآثار بتنمية هذه الكهوف سياحياً، والاستفادة منها كعنصر للجذب السياحي، واستغلالها لتكون رافداً اقتصادياً مهماً للمنطقة. من جهته، طالب سعد الرشيدي باهتمام رسمي بالكهوف التي تميز بها منطقة حائل، واعتبر كهف شعفان واحداً من روافد المعالم السياحية في المملكة، مشدداً على ضرورة تعبيد الطرق المؤدية إلى تلك المواقع وتهيئتها للزوار والسياح من الداخل والخارج ووضع سياج أمني لحماية هذه المواقع من العبث والتخريب.