حذّرت الأممالمتحدة من أن الشبكات الإسلامية المتشددة تقيم علاقات على نحو متزايد عبر حدود سورية والعراق، ما يؤجج التوتر الطائفي في منطقة عانت من إراقة الدماء لسنوات. وبلغ العنف في العراق مستويات قياسية جديدة في عام 2013، إذ قتل حوالى 8000 مدني. وبقيت النخبة السياسية منقسمة بشدة على أسس طائفية كما كانت منذ غزو العراق الذي قادته الولاياتالمتحدة قبل 11 عاماً. وقال نيكولاي ملادينوف مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى العراق لمجلس الأمن المؤلف من 15 دولة: «الصراع الدائر حالياً في سورية أضاف بعداً إقليمياً إلى التوترات الطائفية ويعطي لشبكات إرهابية الفرصة لإقامة روابط عبر الحدود وتوسيع قاعدة دعمها». وذكر أن وجود قيادة منقسمة في العراق وقضايا دستورية من دون حل بين الطوائف وتزايد خطر المتشددين المقبلين من سورية خلقا وضعاً «هشاً ومتفجراً». ومنذ انسحاب الجيش الأميركي من العراق العام الماضي قتل مئات العراقيين معظمهم في تفجيرات انتحارية يعتقد أنها من تدبير جماعات إسلامية. ويحدث مثل هذه التفجيرات كل يوم تقريباً. وفي سورية المجاورة قتل ما يربو على 140 ألف شخص في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات، بينما نزح 2.5 مليون شخص بسبب القتال وكثير منهم إلى دول مجاورة. وتقول الأممالمتحدة إن الجماعات الإسلامية المتشددة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في سورية تقتل المدنيين وتمنع إرسال المساعدات. وقال ملادينوف: «إن الطريق الوحيد أمام العراقيين لوقف العنف هو من خلال عملية سياسية تتجاوز الخلافات وتعزز التنمية وتجعل الحكومة أكثر شمولاً». وقال ملادينوف: «لا يمكن حل مشكلة عنف الإرهاب ببساطة من طريق الإجراءات الأمنية... يحتاج المرء إلى النظر في مشاركة الطوائف في صنع القرار، والنظر في التنمية الاقتصادية وحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون». لكن ملادينوف لم يكن متفائلاً. وأضاف: «المؤشرات ليست واعدة بالتوصل إلى حل مبكر للأزمة».