حذر رجل الدين مقتدى الصدر أنصاره من اقتحام المنطقة الخضراء خلال تظاهرة دعا إليها (اليوم) قبل انتهاء مهلة ال45 يوماً التي حددها لرئيس الوزراء لتنفيذ إصلاحات اقترحها. فيما اعتبر ائتلاف «دولة القانون» التهديد باقتحام المنطقة «ضغطاً غير مقبول وتجاوزاً للدستور». وطالب الصدر أنصاره في بيان بعدم اقتحام المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، التي تضم مباني الحكومة والبرلمان والبعثات الديبلوماسية الأجنبية، إلى ما «بعد انتهاء المهلة»، ودعا إلى «التظاهر السلمي ودعم مشروع الإصلاح الشامل»، وأضاف: «كان تنظيمكم الجمعة الماضي أكثر من رائع فاستمروا عليه»، ودعا إلى «عدم الاعتداء على أحد». وأشار إلى أن «الدخول إلى المنطقة الحمراء (الخضراء)، ليس هذا الأسبوع، وإنما بعد انتهاء المهلة»، آملاً في «أن لا تنتهي (المهلة) من دون إصلاح جذري». وكان الصدر دعا أنصاره إلى التزام توصياته، مشيراً إلى تلقيه تهديدات بالقتل لمنعه من المشاركة في تظاهرة اليوم. إلا أن الناطق باسمه الشيخ صلاح العبيدي، قال ل «الحياة» إن «مهلة ال45 يوماً التي حددها السيد لا تعني تنفيذ بنود الورقة الإصلاحية وإنما العمل عليها خلال هذه الفترة». وأضاف أن «التظاهرة أمام المنطقة الخضراء لن تكون في حجم تظاهرة الجمعة الماضية، لأن الدعوة وجهت إلى المتظاهرين في بغداد حصراً، بينما ستشهد بقية المدن تظاهرات أمام مقرات الحكومات المحلية». في الأثناء، رفضت كتلة رئيس الوزراء في البرلمان «أساليب الضغط على رئيس الحكومة» ودعت إلى «منحه الوقت لإجراء إصلاحات حقيقية»، وقال النائب عن «ائتلاف دولة القانون» رزاق الحيدري ل «الحياة»، إن «التظاهر أمام المنطقة الخضراء والتهديد باقتحامها بعد انتهاء المهلة التي حددها السيد الصدر، تعتبر ضغطاً غير مبرر، فضلاً عن كونه يتعارض مع ما أقر في الدستور بشان التظاهر وحرية التعبير». ولفت إلى أن «الحكومة أمنت التظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاحات منذ انطلاقها، لأنها لم تخرق الدستور وحملت مطالب بالإصلاح»، إلا أن «التهديد باقتحام المنطقة الخضراء ضغط مرفوض». جاء ذلك فيما رحب ناشطون «بتظاهر أنصار الصدر أمام أبواب المنطقة الخضراء». وقال الناشط حازم عبد الكريم إن «تبني التيار الصدري الاحتجاجات أخيراً، يعتبر تحركاً سياسياً وليس جماهيرياً، ولا نتفق وورقة الإصلاحات التي أعلنها، فهي لا تمثل سوى رؤيته». وأشار إلى أن «الإصلاحات التي يعتزم رئيس الحكومة حيدر العبادي إجراءها جاءت بعد استمرار الاحتجاجات الشعبية على الفساد والمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط ومحاسبة المسؤولين الفاسدين وليس طرح شروط سياسية للإصلاحات». الى ذلك، قال ضابط رفيع المستوى في لواء حماية المنطقة الخضراء طلب عدم نشر اسمه ل «الحياة»، إن «الأجهزة الأمنية بدأت إجراءات احترازية لتأمين المنطقة عشية تظاهرة الصدر، بعد أن عززت مداخلها بعناصر إضافية، كما أحاطت أسوارها»، وأضاف أن «تعليمات أمنية تم تعميمها على عناصر الأمن تقضي بعدم التصادم أو الاحتكاك بالمتظاهرين ولو بادر بعضهم بذلك».