ينظم نشطاء سياسيون ومنظمات شبابية ومجموعة من منظمات المجتمع المدني تظاهرة كبرى ستنطلق من ساحة التحرير وسط بغداد في التاسع من ايلول (سبتمبر) المقبل بالتزامن مع نهاية مهلة أطلقها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قبل 6 شهور للحكومة، قبل السماح لأنصاره بالمشاركة في التظاهرات. وتنطلق التظاهرة، التي اطلق عليها منظموها اسم «جمعة البقاء»، في اول جمعة بعد عيد الفطر. وطبقاً لأطراف سياسية واجتماعية وإعلامية ستُشارك في التظاهرة، فإن تسميتها ب «جمعة البقاء» ينطلق من رغبة المنظمين لتظاهرات بغداد بإدامتها ونفي الأحاديث التي تروج لها بعض الاطراف السياسية حول انتهاء مرحلة التظاهرات بعد توقفها اثناء شهر رمضان. ويقول بسام السينمائي، احد شباب «ائتلاف شباط» الذي يُشرف على تنظيم تظاهرة «جمعة البقاء» ل «الحياة»، إن «توقف التظاهرات الشعبية في بغداد في رمضان جاء مراعاة لأوضاع المتظاهرين الصائمين الذين لا يتمكنون من احتمال حرارة الصيف والوقوف تحت اشعة الشمس لساعات طويلة». السينمائي أكد ان «جمعة البقاء» في بغداد ستكون شبيهة بتظاهرة «جمعة الغضب» التي انطلقت في بغداد في شباط (فبراير) الماضي، وان حجم المشاركة فيها سيفوق كل التظاهرات السابقة. ويرى بعض النشطاء السياسيون من التيارات الديموقراطية ومنظمات المجتمع المدني، أن التظاهرة ستكون ضماناً لاستمرار المعارضة ضد سياسة التوافق والفساد. ويقول الناشط السياسي مجيد تموز ل «الحياة»، إن «هناك اطرافاً سياسية اعتبرت توقف التظاهرات في رمضان نهاية لمطالبة المواطن العراقي بحقوقه، وان التحشيد لتظاهرة التاسع من ايلول سيفاجئ المراهنين على توقف التظاهرات». وأكد ان الشارع العراقي يتوجب ان يأخذ دور المعارض الرئيس للفساد والتدهور الدائم في ملف الخدمات بعدما قضى التوافق السياسي على جميع انواع المعارضة، لافتاً الى مشاركة بعض انصار التيار الصدري في التظاهرة. وكان الصدر منح الحكومة العراقية مهلة 6 شهور تنتهي مطلع الشهر المقبل لإثبات جديتها في توفير الخدمات الى السكان، ونظَّم استفتاء بين انصاره بهذا الشأن. لكن الصدر لم يعلن حتى الآن موقفه النهائي من مشاركة انصاره في التظاهرات بعد نهاية المهلة. سعد سلوم رئيس منظمة «مسارات» الثقافية قال بدوره ل «الحياة»، إن «التظاهرات تمكنت من تحريك الوعي لدى المواطن العراقي بحقوقه لكنها لم تعد وحدها كافية لنيل حقوقه». وأوضح ان «بعض منظمات المجتمع المدني بدأت تتحرك باتجاه آخر مواز للتظاهرات، يتمثل بتشجيع المواطنين على رفع دعاوى رسمية ضد الجهات الفاسدة التي تهضم حقوقهم، ورفع دعاوى ضد التشريعات المخالفة للدستور العراقي». واعتبر ان «هذا التحرك يمثل وجهاً آخر من وجوه التحرك للمطالبة بالحقوق المدنية إلى جانب التظاهرات». وكانت ساحة التحرير في بغداد شهدت عشرات التظاهرات منذ مطلع العام، لكنها انحسرت في الأسابيع الثلاثة الماضية، لتزامنها مع شهر رمضان.